عبد الله شاهين – الحراك السّلمي السّوري
خواطر قرآنية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (سورة المائدة، 54).
1- ابتدأ الله تعالى الآية بقوله (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) ولم يقل (يا أيها الناس من يكفر منكم). وخطابه تعالى أنه يمكن للمؤمن أن يرتد عن دينه.
إن غياب قدرتنا على تمييز الإيمان (العقيدة) والدين (الشريعة) لا يعني أنهما بأي حال لفظتان مترادفتان. ويمكن للمؤمن أن ينكص عن دينه دون أن يكفر بالله بالضرورة وأن من يهمل فعل دينه كما فعلنا ونفعل في غالبنا اليوم بترك ما أمر الله.
2- (فسوف يأتي الله بقوم يحبه ويحبونه) ولم يقل يؤمنون به لأن المستبدلين كانوا يؤمنون به كذلك. لكن القوم المستبدل بهم أحبوا أنفسهم ولم يلزموا أنفسهم ما أوصى الله به.
3- (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) وهنا تقع إحدى طامات التفاسير التي تعودنا على اجترارها دون أي تدبر. أذلة جمع أذل على وزن أفعل وهو اسم تفضيل. والمعنى الأدق نحوياً أن هؤلاء المستبدل بهم ذليلون في أعين المؤمنين (الذين استبدلهم الله) لأن فعلهم الخالص لوجه الله لا يعني كثيراً لهؤلاء المؤمنين ولكن هذا الفعل يعز على الكفار فيدهشهم ويكبر في عينهم.
4- (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) ومن سيلومهم أكثر ممن هم أذلاء عليهم.
5- (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) أي من اتصف بهذه الصفات، فإنما هو من فضل الله عليه وتوفيقه له.
6- (والله واسع عليم) تسع رحمته المؤمنين العاملين والقاعدين والمرتدين عما أمر.