جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التصريحات الإسرائيلية بشأن عدم اتخاذ إجراءات ضد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مقابل إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة “رويترز” أمس، الأربعاء 11 من تموز، إن نتنياهو قال للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائهما أمس، إن الأسد في مأمن من إسرائيل لكن على موسكو أن تشجع القوات الإيرانية على الخروج من سوريا.
ونقل المسؤول الكبير عن نتنياهو قوله لبوتين بأن تل أبيب لن تتخذ إجراءات ضد نظام الأسد.
واعتبر المسؤول أن الروس لديهم مصلحة في استقرار نظام الأسد، في حين مصلحة تل أبيب في خروج الإيرانيين و”هاتان المصلحتان يمكن أن تتصادما أو تتلاقيا“.
في حين نقلت الوكالة عن مسؤول ثان بأن رسالة نتنياهو لم تشكل أي عرض لروسيا يقوم على” المقايضة“.
من جهته نفى المتحدث باسم نتنياهو، ديفيد كييس، بأن يكون رئيس الوزراء قد قال لبوتين ذلك، قائلًا “نحن لا نتورط في هذه الحرب الأهلية، سنعمل ضد أي أحد يعمل ضدنا”.
وبدأ نتنياهو زيارة رسمية إلى موسكو لعقد لقاء مهم بوتين لبحث الأوضاع في سوريا والملف الإيراني والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بحسب قوله.
ويعتبر اللقاء بين الرئيسين الثالث خلال الأشهر الخمسة الماضية، ومن المتوقع عقد صفقة بين الطرفين بشأن خروج القوات الإيرانية من سوريا.
وتزامنت التصريحات الإسرائيلية مع اختراق طائرة دون طيار الأجواء الإسرائيلية، ما أدى إلى التصدي لها من قبل القوات الإسرائيلية، قبل أن ترد بثلاث غارات جوية على مواقع للنظام السوري.
وتتسارع وتيرة الاجتماعات السياسية حول الملف السوري، إذ تتوجه الأنظار إلى لقاء بوتين مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية، الأحد المقبل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاجتماعات إلى رسم خطوط للحل في سوريا، ومصير القوات الإيرانية.
وتأتي الاجتماعات بعد سيطرة قوات الأسد على الحدود الجنوبية مع الأردن ضمن عملية عسكرية شنتها قبل أسابيع بمساندة الطيران الروسي وضوء أخضر إسرائيلي ضد فصائل المعارضة في المنطقة.
وتصاعدت التصريحات الإسرائيلية الأخير حول أهمية بقاء النظام السوري في السلطة، إذ لم يستبعد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بإقامة علاقة مع سوريا ورئيس النظام بشار الأسد.
في حين اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الأسد أصبح شريكًا استراتيجيًا جديدًا لإسرائيل.
وفي مقال تحليلي للكاتب، زيفي بارئيل، نشرته الصحيفة الثلاثاء الماضي، قال إن تقييمات الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية تظهر بأنهم “ينظرون إلى استمرار حكم الأسد بأنه الأفضل أو حتى الحيوي لأمن إسرائيل”.
وختم الكاتب مقالته بالطلب من إسرائيل أن تتمنى للأسد نجاحًا كبيرًا وحياة طويلة، قائلًا “عندما يهدد الوزراء الإسرائيليون باستمرار حكمه إذا سمح للقوات الإيرانية بإقامة مركز بالقرب من حدود إسرائيل، عليهم أن يعرفوا أنهم يهددون روسيا، وكذلك شريك إسرائيل الاستراتيجي الجديد في القصر الرئاسي في دمشق”.
ومن المتوقع أن يناقش نتنياهو مع بوتين ضرورة التزام النظام السوري بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بحذافيرها.
ووقعت اتفاقية فض الاشتباك بين النظام السوري وإسرائيل، في 31 من أيار 1974، بعد حرب تشرين، في جنيف بحضور الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد السوفيتي.
ونصت حينها على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب تشرين، وتبادل أسرى الحرب بين الطرفين، ووقف إطلاق النار والامتناع عن جميع الأعمال العسكرية برًا وبحرًا وجوًا.
–