كان فريق سيرفيت السويسري ضعيفًا لا يستطيع مجاراة بقية الفرق في الدوري، فلجأ كارل رابان عام 1932 إلى خطة الدفاع المطلق التي كانت تسمى وقتها “السلسلة” ومن ثم “كاتيناتشو”، وكانت بدايتها الحقيقية في إيطاليا عام 1947.
ومن المفارقات أن من تبنى الخطة مهاجم يدعى نيريو روكو، وكان يلعب في مركز الجناح، والذي تولى إدارة نادي ترييستينا، الذي احتل المركز الأخير في الدوري الإيطالي آنذاك، لكنه لم يسقط لأسباب تتعلق بتنظيم البطولة أو أسباب سياسية غير واضحة المعالم.
حقق روكو بهذه الطريقة نجاحًا كبيرًا ومبهرًا، إذ انتقل من المركز الأخير في الدروي إلى المركز الثاني خلف تورينو البطل.
وخسر طيلة الموسم ثماني مواجهات فقط، طبق خلالها خططًا دفاعية متنوعة الأشكال من 3-3-3-1 و1-3-3-2-1 و4-1-2-2-1، حسب الحاجة وحسب المواجهة التي يخوضها والحالة سواء كانت هجومية أو دفاعية.
وكانت ذروة نجاح “الكاتيناتشو” في الستينيات عندما تولى روكو تدريب الميلان، وحقق بهذه الطريقة الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا مرة، وأول لقبين للروزونيري في دوري الأبطال، وفاز مرتين بكأس الكؤوس الأوروبية وكأس الانتركونتينتتال.
نجحت الخطة أيضًا مع الأرجنتيني هيلينو هيريرا مدرب الانتر الذي حقق هو الآخر سبع بطولات، دوري الأبطال مرتين، الانتركونتينتتال مرتين، والدوري الإيطالي ثلاث مرات.
وطبق الرسم التكتيكي 1 -3-4-2 هجوميًا و1-4-3-2 دفاعيًا، إذ يعود لاعبو الوسط الأيمن لمركز الظهير وتصبح 5-3-2. وتجمع هذه الطريقة بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية من خلال تقدم لاعبي الوسط على الأطراف كأجنحة في حالة الهجوم، مع وجود مهاجم متأخر ومهاجم صريح.