اختبار التناقضات في مجتمعات الثوابت
رواية “طوق الطهارة”
أجاد الكاتب الروائي السعودي محمد حسن علوان توظيف الروتين كأداة سرد خارجة عن الروتين في روايته “طوق الطهارة”، فعلى الرغم من السير الرتيب للأحداث، تحمل الرواية كمًا كبيرًا من عوامل الجذب، وقد يكون أهمها القرب من المجتمع الذي يتحدث عنه حد إتقان التفاصيل، ما يجعل من روايته مادة فيها من الحقيقة ما يضمن نجاحها.
تقود الأحداث في رواية “طوق الطهارة” شخصية حسان، الشاب السعودي الذي يعيش تناقضات عاطفية، ويختبر فلسفاته حول الحب والعلاقة مع الأنثى في إطار الصدمات النفسية التي أحدثها المحيط الاجتماعي.
تقوم الرواية على تفاعل سلس للأحداث، يستمد شكله العام من أسلوب حياة المدن السعودية، ولعل المحلية الظاهرة هي أحد العناصر التي رفعت من قيمة الرواية، ما منحها فرصة الولوج بسهولة إلى صور عدة من الحياة في السعودية.
ورغم أن كثيرًا من القراء السعوديين عابوا على علوان “الجرأة الزائدة” في طرح الإشكاليات العاطفية، اعتبر آخرون أن الكاتب أجاد كسر التابوهات بطريقة لطيفة.
اعتمد علوان في روايته “طوق الطهارة”، كما في روايات أخرى له مثل “سقف الكفاية”، لغة سهلة ممتنعة، فيها من البراعة والجدة ما يجعلها “شيفرة” و”علامة مميزة” لعلوان، وذلك رغم أنه لا يسهب في الاستعراض اللغوي، ويعتمد على تصوير فلسفي للفكرة يرفع من قيمة اللغة التي تفسّر ذاتية الكاتب وتصوراته.
البعد الصوري أيضًا رفع أسهم الرواية لدى جزء كبير من القراء، إذ يبرع علوان في إرفاق تفاصيل الرواية بصور غير متوقعة، تتلاءم إلى حد كبير مع شخصيات الأبطال، وتفلح في جعل الرواية كتلة متماسكة من الأحداث النفسية والمادية التي تصنع في النهاية الانطباع العام عن الرواية لدى القارئ.
بالمقابل، لم يستطع علوان في “طوق الطهارة” وغيرها من رواياته أن يكون محل إجماع من القراء، إذ تقود فئة من القراء نقدًا لاذعًا إليه، نتيجة “الدرامية الغالبة” التي يعتمدها.
ومحمد حسن علوان، هو روائي وكاتب صحفي سعودي ولد في الرياض، عام 1979، وتعود أصوله إلى منطقة عسير جنوب السعودية، ثابر على النشر الأدبي في صحف محلية، ثم افتتح عام 1999 موقعه الإلكتروني الأدبي.
مع عام 2002 بدأت مسيرة علوان مع الرواية انطلاقًا من “سقف الكفاية”، وأتبعها بثلاث روايات قبل أن يصدر روايته “موت صغير” التي حصدت جائزة “البوكر” العربية لعام 2017.
كما تم اختيار محمد حسن علوان ضمن أفضل 39 كاتبًا عربيًا تحت سن الأربعين من قبل إدارة مهرجان “هاي فيستيفال العالمي” في دورة بيروت التاسعة والثلاثين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :