إدلب.. مصابو الحرب يتجمعون في “رابطة” تنادي بحقوقهم
عنب بلدي – إدلب
كثيرة هي الأرقام التي رصدت أعداد مصابي الحرب في سوريا دون أن تلقى لفتة دولية لحال فئة كبيرة داخل المجتمع السوري، فيما لا تزال الأصوات المنادية بحقوقهم تصدح بانتظار رجع الصدى.
أسس مجموعة من مصابي الحرب في الشمال السوري رابطة أطلقوا عليها اسم “رابطة مصابي الحرب”، أعلن عنها بعد حملة “إصابتي ليست عجزًا”، التي أطلقتها منظمة “بلسم”.
مصطفى عبد الغني، قائد حملة “إصابتي ليست عجزًا”، قال لعنب بلدي إن الاجتماع التأسيسي للرابطة عقد في 28 من حزيران الماضي، في مدينة ترمانين بريف إدلب الشمالي الشرقي، وتم خلاله انتخاب رئيس الرابطة وهو أحمد النمر، وثلاثة أعضاء يشكلون المجلس التنفيذي، وهم أحمد زيدان وأحمد عتون وعبد الله النمر.
وبحسب عبد الغني، تهدف الرابطة بالدرجة الأولى إلى إعادة تأهيل مصابي الحرب ودمجهم في المجتمع وإثبات أنهم قادرون على أن يكونوا فعالين، في مجتمع أصبح بحاجة إلى جميع الفئات المهمشة فيه، على حد تعبيره.
وأضاف أن الرابطة ستكون صوت مصابي الحرب، وستعمل على توحيد مطالبهم وتمثيلهم بشكل رسمي ومنظم في المحافل الدولية.
وستتولى الرابطة مهام أهمها عقد اجتماعات دورية لمناقشة قضايا المصابين والصعوبات التي تواجههم، بالإضافة إلى تقديم خدمات دعم نفسي للمصابين بحالات اكتئاب وعزلة مترافقة مع إصاباتهم الجسدية، ومن ثم مخاطبة الجهات الفاعلة في المجتمع ببيانات موحدة عنهم.
وجاء تأسيس الرابطة بعد حملة أطلقتها منظمة “بلسم”، في حزيران الماضي، تحت عنوان “إصابتي ليست عجزًا”، هدفت إلى حث المصابين على تجاوز إصاباتهم والضرر الواقع عليهم والانخراط في أعمال التأهيل ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وكذلك حث المجتمع على القيام بالدور المنوط به في عملية التأهيل بشكل فاعل ومباشر.
ولا تزال الحملة مستمرة حتى الآن، إذ وقعت المنظمة “مذكرة تفاهم” مع المجلس التأسيسي لرابطة مصابي الحرب، بشأن الدعم المقدم لها.
وحاليًا تعمل الرابطة في مدينة ترمانين، وسيتم افتتاح مكاتب لها في كل من الدانا وسرمدا بريف محافظة إدلب، على أن يفتتح باب الانتساب قريبًا أمام جميع مصابي الحرب الراغبين بالالتحاق بالرابطة، وفق ما قال مدير حملة “إصابتي ليست عجزًا”.
أرقام عن مصابي الحرب
تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد على ثلاثة ملايين سوري يعانون من إعاقات وإصابات حرب، داعية إلى زيادة الاهتمام والدعم المقدم لهم.
وفي تقرير نشرته في كانون الأول الماضي، قالت إن 1.5 مليون سوري أصيبوا بالإعاقة نتيجة النزاعات والحرب في سوريا بعد عام 2011، بمعدل 30 ألف إصابة كل شهر، مشيرةً إلى أن 86 ألفًا منهم مبتورو الأطراف، ثلثهم من الأطفال.
وأرجع التقرير سبب ارتفاع عدد “معاقي الحرب” إلى استخدام أسلحة جديدة ومتفجرات، وخص بالذكر البراميل المتفجرة والأسلحة الحارقة التي استخدمت خلال السنوات السبع الماضية في سوريا.
وسبق أن اتجهت الأنظار نحو تأسيس رابطة تكون صوت تلك الفئة من الشعب السوري، إذ تأسست جمعية “الأمل”، في كانون الأول 2017، في بلدة مزيريب بمحافظة درعا، لرعاية مصابي الحرب في الجنوب السوري، كأول جهة تتفرغ للاهتمام بتلك الفئة، لكن مهامها تقتصر على توفير الرعاية اللازمة لهم رغم الصعوبات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :