وصلت أول شحنة من الحبوب من جزيرة القرم إلى ميناء طرطوس في سوريا، بحسب ما أعلنت سلطات مدينة سيفاستوبول.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن سلطات المدينة اليوم، الأربعاء 4 من تموز، أن الدفعة الأولى تزن 3.8 ألف طن من الحبوب، نقلت بحرًا من مدينة سيفاستوبول إلى الميناء السوري.
وأشارت الوكالة إلى أن الدفعة الثانية التي تزن 5.4 ألف طن من القمح، وحوالي خمسة آلاف طن من الشعير، ستشحن إلى سوريا خلال الأيام المقبلة.
ويجري فحص العينات في الميناء السوري للتأكد من جودة الحبوب وإجراء التحاليل اللازمة قبل عملية التفريغ.
وكان نائب محافظ سيفاستوبل الواقعة في شبه جزيرة القرم، فلاديمير بازاروف، أعلن، في حزيران الماضي، إطلاق خط ملاحي بين ميناء المدينة وطرطوس لتوريد الحبوب إلى سوريا.
الاتفاق مع جزيرة القرم بدأت عقب مشاركة وفد من حكومة النظام السوري برئاسة وزير الاقتصاد، محمد سامر خليل، إضافة إلى 80 رجل أعمال يمثلون مختلف المؤسسات، في منتدى “يالطا الاقتصادي الدولي” الرابع الذي أقيم في القرم، في آذار الماضي.
وأقر المنتدى إنشاء مؤسسات روسية- سورية بهدف إنجاز المشاريع الاستثمارية، بالإضافة إلى إنشاء مركز حبوب روسي- سوري.
وأعلن مدير مجموعة شركات “سكفورتسوفو” الروسية، إيغور بوليشوك، عن مفاوضات مع حكومة النظام السوري لتوريد القمح من جزيرة القرم إلى سوريا.
ووقع الطرفان اتفاقية بقيمة 68 مليار روبل روسي أي ما يعادل 1.1 مليار دولار.
وتشمل الاتفاقيات مجالات مختلفة أهمها الزراعة والصناعة والسياحة، بحسب ما أكده رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسينوف.
وكان الرئيس المشارك في “روسيا للأعمال” وفي اللجنة المنظمة لمنتدى يالطا الرابع الاقتصادي الدولي، أندريه نازاروف، قال في آذار الماضي، إن محصول روسيا أكثر من 135 مليون طن وبإمكانها توريد بين 2 و 2.5 مليون طن منها إلى سوريا.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم، بعد سيطرة قوات موالية لموسكو عليها، ثم أجرت استفتاء عام 2014، صوت السكان فيه للانضمام، بينما رفضته أوكرانيا (التي كانت شبه الجزيرة تحت سيادتها) وأوروبا.
واعترف النظام السوري بضم موسكو للقرم في 2016، كما أرسل رئيس النظام، بشار الأسد، أولاده إلى معسكر “أرتيك” للطلائع في القرم العام الماضي.
ويأتي ذلك في إطار اتفاقيات اقتصادية بين موسكو ودمشق لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفتح الباب لجذب الاستثمارات، إذ حصلت موسكو على ميزات اقتصادية طويلة الأمد عبر توقيع اتفاقيات مع النظام، فيما يسعى الأخير إلى تحقيق مكاسب اقتصادية من علاقة “الصداقة” التي تجمعه بروسيا.
–