اعتقلت “هيئة تحرير الشام” مدير مشفى سرمين، محمود فاتح القاق، من منزله في ريف إدلب، بعد ساعات من عودته من تركيا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف إدلب اليوم، الثلاثاء 3 من تموز، أن الطبيب اعتقل بعد عودته من تركيا بساعات، دون معرفة الأسباب التي استدعت ذلك، مشيرًا إلى أنه يحمل الجنسية التركية.
وأوضح المراسل أن القاق مختص بالجراحة العظمية، وكان قد وصل إلى إدلب ظهر أمس الثلاثاء ليعتقل في ساعات العصر.
ولم تعلق “تحرير الشام” على اعتقال الطبيب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتتزامن الحادثة الحالية مع عملية أمنية تشنها “الهيئة” ضد خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” متهمة بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والتفجيرات في المحافظة.
وعرض ناشطون عبر “فيس بوك” أسماء لـ 20 شخصًا اعتقلتهم “تحرير الشام” في سياق عمليتها الأمنية بسرمين.
وتعيش إدلب حالة من الفلتان الأمني طالت المدنيين والعسكريين والكوادر الطبية بينهم الطبيب محمود مطلق، الذي أفرج عنه من قبل المجموعة الخاطفة مقابل مبلغ مالي بلغ 120 ألف دولار.
وأعلن أطباء وصيادلة إدلب، في حزيران الماضي، تعليق عملهم الطبي، على خلفية الانتهاكات التي طالت الكادر الطبي في المحافظة بسبب حالة الفلتان الأمني.
وفي بيان مشترك لهم قالوا إنهم سيعلقون العمل الإسعافي والبارد في مشافي إدلب، وأضافوا أن الخطوة تأتي بسبب الانتهاكات المتزايدة التي تتعرض لها الكوادر الطبية في إدلب، والفوضى وغياب الأمن، إلى جانب “السياسات الممنهجة” لإخلاء المنطقة من الكوادر الطبية.
وكانت “تحرير الشام” أعلنت، في 30 من حزيران الماضي، السيطرة على كامل المواقع التي تتحصن فيها خلايا تتبع لتنظيم “الدولة” في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي.
وجاءت السيطرة بعد قطع الطرق الرئيسية باتجاه سرمين وهي سراقب- النيرب، وطريق إدلب- سراقب، وإدلب- قميناس.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ستة من الكوادر الطبية في سوريا، خلال أيار الماضي، 83% منهم قتلوا على يد جهات مجهولة، فيما قتل 17% منهم على يد النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وبذلك ارتفع عدد القتلى بين الكوادر الطبية في سوريا إلى 73 قتيلًا، منذ مطلع عام 2018 وحتى حزيران الحالي، على يد أطراف النزاع الفاعلة في سوريا، بينهم 43 قتلهم النظام السوري.
ومن بين القتلى العاملين في الكوادر الطبية، خلال شهر أيار الماضي، علي حسين الأحمد، راغب محمد خير البكر، زكريا شعبان السعيد، محمد محمود المصطفى، أحمد عبد الجواد العيسى، وجمعيهم يعملون لدى الدفاع المدني في ريف حلب، وقتلوا برصاص مسلحين هاجموا مركزهم، في 26 أيار 2018.
–