عنب بلدي – داريا
تمكن مقاتلو الجيش الحر في داريا يوم الثلاثاء 9 كانون الأول من استعادة بناءين كانت قوات الأسد سيطرت عليهما، في الجبهة المحاذية للكورنيش القديم والمجمع الاستهلاكي، وقد أسفرت العمليات عن مقتل أكثر من 30 مجندًا للأسد في حين سقط 9 مقاتلون من الجيش الحر.
وأفاد مراسل عنب بلدي في داريا أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من تحرير البناءين الذين سيطرت قوات الأسد عليهما مطلع الأسبوع الماضي، ضمن العملية التي أطلق عليها «وإن عدتم عدنا»، بمشاركة الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ولواء شهداء الإسلام، العاملين في المدينة.
وبدأت العملية ظهر الثلاثاء باقتحام الجيش الحر نقاط قوات الأسد بواسطة الدبابة التي اغتنمها في وقت سابق، كما تمكن مقاتلوه من تفجير إحدى النقاط قبل البدء بعملية الاقتحام.
ونقل مقاتلو الحر أنهم شاهدوا جنودًا يهربون وسط حالة من الذعر أصابتهم جراء الاقتحام المفاجئ.
وأفاد أبو قصي، أحد مقاتلي لواء شهداء الإسلام، لعنب بلدي، أن «الأبنية استراتيجية كونها تمكن قوات الأسد من قنص عدد من الطرق والأبنية الأخرى، ما دعا للرد بعملية سريعة ومباغتة للحفاظ على باقي النقاط القريبة منها والحد من إمكانية تسلل قوات الأسد».
بدوره صرح النقيب أبو جمال، قائد لواء شهداء الإسلام، أن «عملية وإن عدتم عدنا رسالة واضحة للنظام، أن مقاتلي الجيش الحر قادرون على التصدي للقوات المهاجمة، وأن عملية التقدم داخل مدينة داريا ليست بالأمر السهل»، وأضاف أن» أي عملية اقتحام أو تسلل داخل المدينة سيكون فيها مصير مقاتلي الأسد بين قتيل وجريح».
في المقابل فجرت قوات الأسد عقب العملية بناء قامت بالانسحاب منه، ما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الحر، كما فجرت يوم الخميس نفقًا على الجبهة الشرقية بعد اكتشافه من قبل كتيبة الهندسة.
وبحسب ما أفادت مصادر من داخل النظام، فقد بلغت خسائر قوات الأسد أكثر من 33 قتيلًا خلال المعركة التي استمرت 12 يومًا، في حين أسفرت عن 9 شهداء في صفوف الحر بينهم قائد كتيبة بلال الحبشي فراس أبو قصي.
وتزامنت الاشتباكات مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وغارات الطيران الحربي والبراميل المتفجرة استهدف مناطق الاشتباك والأبنية السكنية المحيطة بها.
في سياق متصل، أعلنت صفحات موالية للأسد مقتل سحر حيدر المقاتلة في صفوف الأسد خلال الاشتباكات الدائرة في المدينة، ما يؤكد الأنباء التي تواردت سابقًا حول تجنيد 200 مقاتلة في الحرس الجمهوري وفرزهم كقناصين على جبهات داريا وجوبر على وجه الخصوص.
وتأتي المعارك بعد فترة من حال الركود والهدوء النسبي تشهدها جبهات المدينة، إذ تحاول قوات الأسد بين حين وآخر اقتحام المدينة واختبار جاهزية الجيش الحر، تزامنًا مع عمليات التسلل وحفر الأنفاق التي تقوم بها بشكل واسع.
وتعيش المدينة ظروفًا إنسانية صعبة في ظل الحصار المستمر منذ عامين والحملات العسكرية المتكررة عليها وتدمير معظم البنية التحتية والأبنية السكنية فيها، كما يقوم النظام مؤخرًا بمراقبة حركة الدخول والخروج عبر مدينة المعضمية، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمارين عبر معبرها للتأكد من أن أهالي داريا النازحين لا يدخلون إلى مدينتهم.