جمال الشريف.. “سفاح هيروشيما” من طيار إلى حكم دولي
كانت أمنيته أن يكون طيارًا حربيًا، لكن اللجنة رفضته بحجة أن لديه “قصر نظر”، لكن السوري جمال الشريف لم يكن يعلم أن ذلك الرفض سيمنحه الفرصة لأن يكون واحدًا من أفضل حكام كرة القدم في العالم، وواحدًا من حكام قلائل سجلوا حضورهم في كأس العالم لثلاث نسخ متتالية، منذ العام 1986 وحتى العام 1994.
بدأ الشريف، المولود في دمشق 1954، حياته مع كرة القدم كلاعب في مركز المدافع الأيمن، إلا أن وفاة والدته والأعباء الجديدة التي ترتبت عليه منعته من الاستمرار كلاعب، لكن هاجس كرة القدم ظل يلاحقه، وظل ينتظر الفرصة المناسبة للعودة إلى الملاعب.
وفي العام 1975، وبعد عام من وفاة والده، قرر الشريف الاتجاه إلى عالم التحكيم وحمل الصافرة، وربما كان حظًا جيدًا، أو حسن تدبير وقرارًا موفقًا منه، لكنه على العموم كان واحدًا من أهم القرارات في حياته، خاصة وأن هدفه الرئيسي كان أن يعيش بالقرب من كرة القدم ولا يبتعد عنها، لينتسب إلى أسرة التحكيم في سوريا كأصغر حكم، إذ لم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره.
كانت الحالة الاقتصادية لجمال الشريف مزرية في تلك الأيام، حتى إنه قدم الامتحان وهو يرتدي بنطال جينز، وقميصًا عاديًا وحذاءً صينيًا، وذلك لتعذر الحصول على لباس رياضي كامل.
انتسب جمال إلى التحكيم عام 1975 وأول مباراة حكمها كانت في ملعب العباسيين بدمشق للفئات العمرية، قبل أن يرفع إلى الدرجة الثانية عام 1978، ثم إلى الدرجة الأولى عام 1982، ورشح على اللائحة الدولية 1983، ونال الشارة الدولية عام 1985، وبقي على اللائحة الدولية حتى نهاية عام 1999، وهو تاريخ اعتزاله التحكيم نهائيًا.
وقاد الشريف ثلاثة كؤوس عالم متتالية منذ العام 1986 وحتى العام 1994، وحظي خلال مسيرته بحب وإعجاب الكثيرين، ولُقب ذات مرة بـ”سفاح هيروشيما” بعد قيادته لمباراة صاخبة بين إيران واليابان، طرد خلالها خمسة لاعبين، وحمّله المذيع الإيراني يومها مسؤوليه هزيمة إيران.
صرح الشريف في أكثر من مرة بوقوفه مع الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة، وتمنى أن يتم الاقتصاص من الظالم الذي ارتكب مجازر كثيرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :