دمشق – ماري العمر
بعد ثماني سنوات من إغلاق أبوابه، عاد المعرض الدولي للزهور بدورته 39، ليقام في حديقة تشرين وسط العاصمة السورية، بالتعاون بين وزارة السياحة السورية ومحافظة دمشق.
المعرض أعيد تفعيله بعد سيطرة قوات الأسد على مناطق المعارضة في دمشق وريفها، وآخرها كانت مدن وبلدات الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك وأحياء جنوبي دمشق، عقب محاولة فاشلة لإعادة إقامة المعرض، بحسب إعلان مديرية سياحة ريف دمشق، في 2016، بسبب المعارك التي كانت جارية في محيط العاصمة.
مدير سياحة دمشق، اليان خوري، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، الثلاثاء 26 من حزيران، إن دولًا عربية وأجنبية ستشارك في معرض الزهور، وهي هولندا وبلغاريا وإيران والعراق، مشيرًا إلى أن كل دولة ستشارك بأكثر من جناح بالإضافة لمشاركات محلية.
ويتضمن المعرض 44 جناحًا للمشاتل المحلية، تشمل نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج المتعلقة بالزهور وتنسيق الحدائق ومنتجات العسل والوردة الشامية والنباتات الطبية والعطرية.
حضور ضعيف وزهور قليلة
خوري توقع حضورًا كبيرًا من المواطنين بسبب دلالة ورمزية المعرض لدى الأهالي، كما كان في السابق، إذ كان المعرض يشهد تفاعلًا وإقبالًا كبيرًا خلال تنظيمه.
لكن عنب بلدي رصدت، خلال تجولها في المعرض، حضورًا ضعيفًا من الزوار على عكس ما توقع مدير غرفة السياحة، وعلل زوار التقت بهم عنب بلدي ذلك بتزامن المعرض مع انطلاق نهائيات كأس العالم المقامة حاليًا في روسيا، إذ تتجه الأنظار إلى منافسات البطولة وتمتلئ المقاهي بمتابعي الحدث الكروي.
كما لوحظ قلة أنواع الزهور مقارنة بما كان عليه الوضع قبل توقف المعرض، وغابت زهور لها عراقتها وأصالتها في سوريا عمومًا ودمشق بشكل خاص كالياسمين الشامي والبلدي والورد الجوري، واقتصر على عدد من المشاتل الطبيعية وأخرى صناعية.
إلى جانب ذلك، غابت الشركات الأجنبية والعربية عن المعرض، والتي كانت تشارك فيه كل عام، إذ شاركت في آخر مرة قبيل انقطاعه شركات من السودان ووزارة السياحة اللبنانية ووزارة زراعة أندونيسيا وجمعية فلاحة البساتين السودانية وجمعيات أردنية وشركات إيطالية وتركية.
بدل الزهور شارع للأكل
المعرض أقيم باسم “الشام بتجمعنا”، وأقامت وزارة الثقافة فيه عدة فعاليات ونشاطات موسيقية وترفيهية وسيركًا للأطفال والكبار، وقسمًا يتضمن معرضًا للكتاب.
اللافت في المعرض هو ما أطلق عليه “شارع الأكل” الذي نظمته شركة “beeorder” التي تملك أول تطبيق لشراء الطعام عبر الهاتف في سوريا، برعاية من وزارة السياحة، وبمشاركة مجموعة من المطاعم السورية، ويتضمن الشارع مائدة مفتوحة ويفسح المجال للمحترفين وهواة الطبخ لتقديم تجاربهم.
وتباينت ردود الفعل على إقامة شارع المأكولات بين مرحب بفكرة إنشاء شارع خاص بالطعام وبين معارض لها، بسبب سوء الأحوال المعيشية للشعب في سوريا، إلى جانب السخرية من كلفة الدخول إلى المعرض البالغة 200 ليرة سورية، ودفع 500 ليرة لدخول شارع الأكل فقط، عدا عن ارتفاع ثمن الوجبات قياسًا بدخل الفرد.
ويبلغ متوسط دخل الموظفين في مؤسسات الدولة في سوريا 35 ألف ليرة، رغم أن متوسط إنفاق العائلة السورية شهريًا يصل إلى 200 ألف ليرة، وفق المكتب المركزي للإحصاء.