مصطفى عبد الفتاح.. طبيب لا تمنعه الحرب عن أدب الطفل

الأديب مصطفى عبد الفتاح (عنب بلدي)

camera iconالأديب مصطفى عبد الفتاح (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حلا إبراهيم

“لا يمكن المغامرة بجمع الجمهور المتعطش للثقافة في جو مشحون بالخوف والخطر”، هكذا ترجم الطبيب والأديب مصطفى عبد الفتاح شعوره حيال القيام بنشاطات ثقافية مقبلة في إدلب، رغم رغبته العارمة بتكرار التجربة التي قدمها في عطلة عيد الفطر الماضي.

يتحدث الأديب مصطفى عبد الفتاح لعنب بلدي عن النشاط الذي قدمه في مدينة إدلب، برعاية مديرية الثقافة، في عيد الفطر الماضي فيقول “دعتني مديرية الثقافة متمثلة بمديرها، الباحث فائز قوصرة، لتقديم أصبوحة أدبية للأطفال في 20 من حزيران، كان الحضور كبيرًا والاستجابة ممتازة، زاد عدد الحضور عن سعة المسرح، قدمت عددًا من الأناشيد والقصص والمسابقات للأطفال، وكان النشاط تفاعليًا نال من خلاله عدد كبير من الأطفال جوائز قيمة قدمتها بعض المنظمات والجمعيات”.

شهدت الفعالية التي نظمها المركز الثقافي في إدلب نشاطات مسرحية قدمت لأول مرة منذ سنوات، ويرى فيها الكاتب عبد الفتاح بارقة أمل ستعيد إلى المسرح ألقه في المدينة، كما أبدى استعداده لرفد الحركة المسرحية ببعض قصصه التي كتبها للأطفال ليتم تمثيلها على خشبة المسرح في المستقبل.

شاعر وكاتب بالفطرة اختار مهنة الطب

لم تمنع مهنة طب الأسنان التي اختارها مصطفى عبد الفتاح من استمرار موهبته الحقيقية الموجهة لكل ما هو جميل في الحياة وخاصة الطفولة، التي استفزت كلماته منذ أن كان طفلًا، فكتب أول قصيدة له وهو في الصف السادس الابتدائي، ويروي عبد الفتاح لعنب بلدي كيف بدأت بذرة الكتابة والشعر عنده في وقت مبكر، “والدي كان شاعرًا واهتممت منذ طفولتي بالكتابة لمجلات الأطفال وأصبحت مندوبًا لمجلة (سعد) الكويتية”.

ولد مصطفى عبد الفتاح في إدلب عام 1972 وحصل على إجازة في طب الأسنان وجراحتها، وله مقالات في طب الأسنان بالإضافة إلى أعماله الأدبية التي نال بها عدة جوائز عالمية، كما كتب أعمالًا تلفزيونية للأطفال عرضت في قنوات سورية وعربية.

حكايات ومجلات وأناشيد تبقى في الذاكرة

لا ينكر أحد أهمية ما يشاهده أو يسمعه في طفولته، لأنها مما يبقى محفورًا في ذاكرته طوال حياته، وكثيرًا ما ننشد أناشيد تعلمناها في الصف الأول الابتدائي ونحن في سن العشرين والثلاثين وربما أكثر، كما تربّت أجيال على برامج تعليمية منها “افتح يا سمسم” و”المناهل”.

وكاستمرارية لهذه البرامج يتم إنجاز جزء جديد من البرنامج التعليمي الأكثر شعبية “افتح يا سمسم”، شارك الكاتب مصطفى عبد الفتاح في كتابة سيناريو لمشاهد منه، بالإضافة إلى مجموعة من أغانيه.

وذلك بالإضافة إلى أعمال تلفزيونية أخرى للأطفال مثل “هيا نقرأ”، الذي عرض على الفضائية السورية عام 2012، ومسرحية “دارين تبحث عن وطن” التي عرضت عبر التلفزيون الأردني عام 2017.

كما قدم برامج للأطفال منها “طريف وظريفة”، وهو أناشيد حروف الهجاء على شكل “فيديو كليب” عام 2002، ومجموعة “أناشيد الطفولة” التي تؤديها جوقة الأطفال عبر إذاعة دمشق عام 2002.

ومن أعماله المسرحية “طريق النجاح”، “زهرة العز”، أمي الحبيبة”، و”تيما والخروف الذكي”.

وأحرز جوائز كثيرة عن أعماله التلفزيونية والمسرحية بالإضافة إلى كتبه، منها مسرحية “دارين تبحث عن وطن” التي فازت بجائزة الهيئة العربية للمسرح في مهرجان المسرح العربي في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة في دورته التاسعة.

كما أحرز ديوانه الشعري “عبير الهدى” المخصص للأطفال جائزة الدولة لأدب الطفل في قطر عام 2015.

الأدب حتى بعد مغادرة سوريا

عندما اضطر عبد الفتاح لمغادرة مدينته إدلب عام 2015 باتجاه تركيا، كان هاجسه أن يستمر بكتابة أدب الطفل الذي أصبح منذ زمن رسالته في الحياة، فرغم أنه عمل في تركيا بمهنة طب الأسنان في مشفى تابع لإحدى المنظمات، إلا أن نشاطه الأدبي لم يتوقف.

وعن آخر مشاركاته الخارجية يقول “شاركت منذ شهرين في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بصفتي كاتبًا للأطفال، كانت مشاركتي متنوعة من ندوات عن تبسيط العلوم مع كتّاب من أستراليا وإيرلندا، بالإضافة إلى أصبوحات أدبية للأطفال في مدارس الإمارات، والمشاركة في منصات صناع الكتاب”.

ويتابع عبد الفتاح، “أعمل حاليًا على تأليف عدد من كتب الأطفال في مجالات تبسيط العلوم لصالح دور نشر أوروبية، كما أعكف على كتابة سيناريو مسلسل للأطفال عن اللغة العربية مختلف عما سبق طرحه في هذا المجال”.

على الرغم مما يبدو عليه أدب الطفل من السهولة لمن ينوي الخوض فيه، تشير تجربة الطبيب مصطفى عبد الفتاح إلى أن هذا الاعتقاد خاطئ، فالفوز باهتمام الطفل أمر لا يقدر عليه إلا من يمتلكون الحس القوي والقدرة على سبر أغوار عقله الذي لا يأبه إلا بما هو متميز في المحيط الذي يعيش فيه.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة