حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
أصدر تجمع بلديات ريف اللاذقية يوم الثلاثاء الماضي بيانًا أعلن من خلاله تعطيل كافة الأعمال التي يقوم بها من إغاثة وصيانة للطرقات ومحطات ضخ مياه الشرب، اعتبارًا من تاريخ إصدار البيان، وذلك بعد توقف الدعم المادي المقدم من مجلس محافظة اللاذقية، يأتي ذلك بعد أشهر من انتهاء ولاية مجلس المحافظة والفشل بانتخاب مجلس جديد.
وجاء في البيان الذي وقعت عليه سبع بلديات موزعة بين جبلي الأكراد والتركمان، أن تجمّع بلديات ريف اللاذقية المحرر أوقف الخدمات التي كانت تقدمها المجالس البلدية كأعمال الصيانة للطرقات والصرف الصحي، وكذلك ترحيل القمامة والخدمات وتوزيع الإغاثة للمواطنين نتيجة «توقف الدعم (من سلف ـ منح ـ أجور) المقدمة من قبل المجلس المحلي لمحافظة اللاذقية… إضافة إلى أن أغلب محطات ضخ المياه معطلة في الريف المحرر لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها».
وتوجه البيان في ختامه إلى وزارة الإدارة المحلية و»الجهات الداعمة» وطالبهم بإيجاد «الحل المناسب والنظر في حال أهلنا في الريف المحرر».
وفسر رئيس المجلس المحلي لبلدة دويركة، السيد مصطفى بكري، لعنب بلدي سبب غياب الدعم المقدم من مجلس المحافظة للبلديات بتعليق وزارة الإدارة المحلية التابعة للحكومة المؤقتة دعمها لمجلس المحافظة، «والذي بدوره أوقف الدعم لنا»، منوها إلى أن وزارة الإدارة المحلية «غير معنية بتقديم الدعم لمجالس البلديات وإنما مجلس المحافظة فقط».
وأوضح بكري أن «الأوضاع تزداد سوءًا، حيث عملنا خلال الفترة الماضية على تسيير أمور النظافة بالحد الأدنى ليصل بنا الحال اليوم إلى عدم وجود أي مبلغ مالي لتحريك الآليات»، وتوجه البكري باللوم إلى «وزارة الإدارة المحلية» مشيرًا إلى وجود قوانين «جائرة» وضعها قسم المجالس المحلية في الوزارة، إذ اشترط -بحسب بكري- تمثيلًا مناطقيًا من 140 شخصًا، بمعدل شخص واحد لكل 10 آلاف، «وهذا التوزيع جائر فكيف بإمكاننا إيجاد تمثيل لمناطق مثل القرداحة، وريف جبلة وغيرها من المناطق غير المحررة، إذا كانت نسبة المحرر من المحافظة هو 10% فقط».
من جهته أرجع الناشط والصحفي حيان العمري سبب تدهور الوضع الخدمي والإغاثي في ريف اللاذقية إلى «التعطيل الذي تقوم به بعض الجهات لانتخاب مجلس محافظة جديد»، وذكر العمري أن المجلس القديم انتهت ولايته منذ أكثر من خمسة أشهر «وهو بحكم تسيير الأعمال، لكن يبدو أن أطرافًا من داخل المجلس القديم لا تريد ولادة مجلس جديد»، متهمًا أعضاء المجلس المنتهية ولايته ببعدهم كليًا عن الريف المحرر، إذ هاجر معظمهم إلى أوروبا، مؤكدًا وجود محسوبيات لهم داخل الائتلاف تعرقل ولادة أي جسم جديد.
يذكر أن مجلس محافظة اللاذقية تأسس في الثاني عشر من شهر شباط 2013 بناءً على توافقات بين مختلف الكتل السياسية والثورية العاملة، وبناءً على التوزع الجغرافي لمناطق المحافظة، والكفاءات والاختصاصات المتوفرة، ويضم عددًا من المكاتب وزعت المهام فيها بحسب المناطق.