كوباني.. ماذا بعد ثلاثة أشهر من المعارك؟
عنب بلدي – العدد 147 – الأحد 14/12/2014
سامي الحموي
يبدو أن مدينة عين العرب (كوباني) دخلت في خضم المعارك الاستنزافية الطويلة، بعد أن راهن تنظيم «الدولة الإسلامية» على السيطرة عليها خلال أيام، إلا أن الواقع اليومي لهذه المدينة الكردية لا يبشر بانفراج قريب في المعارك، في ظل نزوح معظم أهالي المدينة وقراها نحو مخيمات تركيا.
في منتصف أيلول الماضي باشر تنظيم الدولة هجومه على مدينة كوباني، وخلال أيام استطاع السيطرة على معظم القرى المحيطة بها، ليدخل المدينة مع نهاية الأسبوع الأول من تشرين الأول الذي يليه، وتدور فيها اشتباكات عنيفة وحرب شوارع يومية يتقاسم فيها طرفا الصراع نفوذهما ضمن أحيائها.
يخوض تنظيم الدولة حربه في هذه المنطقة الواقعة شمال شرقي حلب، في محاولة منه توسيع رقعته الجغرافية وسيطرته على معبر مرشد بينار الواصل بين الأراضي التركية والسورية من جهة كوباني، إلا أن صمود القوات الكردية التي تدافع عن المدينة ودعمها بقوات من البشمركة من كردستان العراق وعناصر من الجيش الحر، حال دون تمكن تنظيم الدولة إتمام سيطرته على المدينة. يقول الإعلامي الكردي مصطفى العبدي والمقيم في كوباني «نعم الجيش الحر موجود، وكوباني تمثل مدينة توحد فيها العرب والكرد ضد إرهاب داعش».
كذلك كان لغارات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة أثر واضح في وقف زحفه ضمن المدينة، مكبدًا الأخير خسائر كبيرة اعترف إعلامه بها، إلا أنها (أي الغارات) لم تغير من موازين القوى، فالتنظيم لايزال يسيطر على مساحات واسعة من المدينة، فضلًا عن سيطرته على قراها. يقول مصطفى العبدي «إن خطوط الاشتباكات ذاتها منذ شهر، ولكنها أصبحت حربًا روتينية، ولا شيء جديد أو مهم»، معتبرًا في الوقت ذاته أن «هزيمة التنظيم ستتم ولكن لا أظنها قريبة، إلا أن داعش منهكة وتتكبد يوميًا خسائر وفقدت خيرة قادتها وشبابها باعترافهم».
منذ ثلاثة أشهر تقريبًا كانت معارك كوباني الشغل الشاغل للوكالات الإعلامية، الغربية منها والعربية، حتى أنها تصدرت العناوين في كبرى صحف العالم، بيد أن هذا الزخم الإعلامي المترافق مع معاركها بدأ يضعف مؤخرًا، إلا أن العبدي كان له رأي آخر، مؤكدًا لعنب بلدي أن «الإعلام الأجنبي ينشر يوميًا تقارير عن المعارك، وهنالك الآن في كوباني 6 وكالات، ويدخلها صحفيون بشكل مستمر».
تستمر معارك كوباني بينما يرزح 150 ألف مواطن من أهلها في مخيمات النزوح بتركيا، بعد أن أضحت مدينتهم ساحة معارك يومية ودمار كبير حل بمرافقها وأبنيتها السكنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :