قدمت الولايات المتحدة الأمريكية عرضًا لروسيا حول “صفقة القرن” في فلسطين مقابل إطلاق يدها في سوريا، بحسب ما نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية مطلعة اليوم، الأربعاء 27 حزيران، أن أمريكا عرضت على روسيا إطلاق المحور الأمريكي- الخليجي- الإسرائيلي في فلسطين، مقابل نفوذ خالص لموسكو في سوريا.
ووصفت المصادر العرض الأمريكي بـ “السخي”، كونه يتضمن اعتراف واشنطن بالمصالح الروسية في دمشق، واعتبارها منطقة نفوذ روسية خالصة، مقابل تحجيم روسيا لدور إيران أولًا وتسهيل “صفقة القرن” ثانيًا.
و”صفقة القرن” مقترح من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويهدف إلى توطين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية في وطن بديل.
وتطالب أمريكا موسكو باستخدام علاقاتها المميزة مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من أجل قبول الصفقة، وهو ما يفسر دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لعباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، إلى حضور نهائي كأس العالم المقام حاليًا في روسيا.
وشهد الموقف الأمريكي خلال الأسبوع الماضي نوعًا من الضبابية حيال الأحداث السورية، خاصة بعد رفع يدها عن دعم فصائل المعارضة جنوبي سوريا.
وأرسلت أمريكا رسالة إلى الفصائل جاء فيها “نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن، ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة تخفيف التوتر في جنوب غربي سوريا”.
وأوضحت أمريكا موقفها “نفهم أنكم يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها، وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا”.
وقالت “يجب أن تتخذوا قراركم على أساس تقديركم لمصالحكم ومصالح أهاليكم، وهذا التقدير وهذا القرار في يدكم فحسب”.
ويأتي ذلك بعد إعلان قوات الأسد إطلاق معركة في الجنوب السوري من أجل السيطرة على درعا، بمساندة الطيران الروسي.
الكاتب البريطاني روبرت فيسك اعتبر في مقالة لصحيفة “الإندبندنت” أن تخلي أمريكا عن فصائل الجنوب “خيانة كبرى”، مضيفًا “ستشهد كتب التاريخ أنها نقطة تحول في حرب سوريا”.
وتتعرض معظم مدن وبلدات محافظة درعا لقصف جوي وصاروخي مكثف، وخاصة الريف الشرقي الذي أحرزت فيه قوات الأسد تقدمًا واسعًا، أمس الثلاثاء.
وتمكنت قوات الأسد والميليشيات المساندة له من السيطرة على بلدة بصر الحرير ومليحة العطش وكامل منطقة اللجاة.