بدأت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بتطبيق السياسة العسكرية الخاصة بها في محافظة درعا، بتقسيم المناطق التي تستهدفها إلى جيوب للاستفراد بكل على حدة.
وحققت في الساعات الماضية تقدمًا في الريف الشرقي لدرعا، بالسيطرة على منطقة اللجاة بشكل كامل، وبلدتي بصر الحرير ومليحة العطش لتنتقل حاليًا إلى المناطق الجنوبية الشرقية للمحافظة.
ويرافق معارك قوات الأسد قصف جوي وصاروخي على الأحياء السكنية للمدنيين، ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين في الأيام الماضية، ونزوح الآلاف من منازلهم.
ثلاثة محاور
وقالت مصادر مطلعة على سير المعارك لعنب بلدي اليوم، الأربعاء 27 من حزيران، إن قوات الأسد استقدمت تعزيزات ضخمة إلى محيط مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، لفتح محور عسكري باتجاه معبر نصيب.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات تركزت من القوات العاملة في بادية السويداء، بالإضافة إلى عناصر المصالحات في العاصمة دمشق، فضلًا عن تشكيلات من “الدفاع الوطني” من مدينة حمص والسلمية بريف حماة.
وتأتي التطورات الحالية بعد فتح قوات الأسد، أمس الثلاثاء محور باتجاه منطقة غرز والواقعة بين درعا البلد وبلدة نصيب الحدودية.
وذكرت “التلفزيون السوري” أن قوات الأسد بدأت عملية التمهيد الناري في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع.
وأشارت إلى أن الهدف العسكري لقوات الأسد يتركز بقطع خطوط إمداد الفصائل بين منطقة طريق السد و درعا البلد باتجاه الحدود الأردنية.
وأوضح قيادي في “الجيش الحر” (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي أن قوات الأسد تضغط حاليًا على منطقة الصوامع للسيطرة على بلدة أم المياذن وبالتالي الوصول إلى نصيب.
وقال إن قوات الأسد تحاول حاليًا أيضًا السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي جنوبي درعا البلد، كخطوة لقطع الطريق الحربي للفصائل الذي يربط الريفين الشرقي بالغربي.
وبالتطورات السابقة تكون قوات الأسد قد سارت في محورين اثنين، وبحسب المصادر من المرجح أن تفتح القوات محورًا من مدينة خربة غزالة، للوصول إلى معبر نصيب أيضًا.
بماذا تحتفظ الفصائل؟
وفي حديث سابق مع “أبو حذيفة الشامي”، القيادي العسكري في “هيئة تحرير الشام” في الجنوب رجح فتح معركة من قبل قوات الأسد على محورين باتجاه معبر نصيب الأول من بلدة خربة غزالة، والثاني من درعا المحطة.
وقال القيادي، في حال انطلاقتها من هذين الموقعين باتجاه المعبر يلزمها السيطرة على عدد من البلدات في ريف درعا الشرقي، هي أم المياذن والغارية الغربية وصيدا والنعيمة ونصيب ومنطقة غرز، والسيطرة على درعا البلد النصف المتمم لمدينة درعا.
بالإضافة إلى المساحات الزراعية الواسعة بين ريف درعا الشرقي ومدينة درعا.
وتتمركز في المناطق المذكورة ثلاثة فصائل رئيسية من أبرز التشكيلات العسكرية لدرعا، هي “جيش الثورة” و “قوات شباب السنة” و “هيئة تحرير الشام”، إلى جانب الفصائل التي تشكل غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في أحياء مدينة درعا.
واعتبر “الشامي” أن أبرز نقاط القوة في يد فصائل المعارضة في هذا المحور هي “كثافة المقاتلين وعتادهم الكبير، بالإضافة إلى أن المعركة ستستنفر كامل ريف درعا الشرقي”.
لكنه يخشى من استخدام قوات الأسد لسياسة الأرض المحروقة في منطقة يقطنها ما يزيد على 300 ألف نسمة، ومن محاولة قوات الأسد تجنب درعا البلد والالتفاف في محيطها، وتحديدًا في منطقة الزُمل وسرية خراب الشحم والقاعدة العسكرية، وهو ما سيتيح لها السيطرة على جمرك درعا القديم، وعزل ريفي درعا الشرقي والغربي عن بعضهما، وكذلك حصار درعا البلد، وجرها نحو المفاوضات مجبرة.
–