دعت لندن لجلسة خاصة في لاهاي إلى مؤتمر “الدول الأطراف” التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والمسؤول عن وضع سياساتها بدعم 11 دولة حليفة.
وتسعى هذه الدول إلى تفويض الهيئة الرقابية الدولية لتتمكن من العمل لتحديد الجهة المسؤولة عن أي هجمات بالأسلحة الكيماوية، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس” اليوم، الأحد 24 من حزيران.
وسيتم طرح مسودة اقتراح بريطاني أمام الاجتماع، الذي يبدأ الثلاثاء المقبل.
ويدعو الاقتراح إلى بدء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بتحميل المسؤولية عن الهجمات الكيماوية في سوريا للجهات المعنية، وفق ما قال وزير الخارجية البريطاني، بووريس جونسون، عبر حسابه في “تويتر”.
وأضاف “نظرًا لخبرتها المثبتة فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية تعد منظمة حظر الأسلحة الهيئة المناسبة لتحديد الجهة التي تقف خلف أي هجوم”.
وتعتبر هذه الخطوة تاريخية بالتصدي لخطر الأسلحة الكيماوية عبر منح الهيئة سلطة جديدة تمكنها من تحديد الجهة المسؤولة عن شن هجمات من هذا النوع.
وتعتبر الأسلحة الكيماوية محرمة منذ استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى.
إلا أن حوادث استخدام الغازات السامة في سوريا والعراق، ومحاولة الاغتيال الأخيرة للجاسوس الروسي في مدينة سالزبري البريطانية، أثارت قلقًا دوليًا.
وفشل المجتمع الدولي حتى الآن بأي تحركات عقابية ضد الجهات المسؤولة حول الهجمات الكيماوية في سوريا لا سيما بالغوطة الشرقية وخان شيخون.
وقادت بريطانيا الدعوات لتوسيع صلاحية منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على خلفية محاولة الاغتيال الأخيرة التي طالت العميل الروسة السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا.
ودمرت المنظمة نحو 96% من مخزونات العالم المعلنة من الأسلحة السامة في حين من المتوقع تدمير الكمية التي بحوزة الولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام 2023، وفق ما قالت “فرانس برس”.
وقال الدبلوماسي الفرنسي نيكولا روش، لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن هذا الأسبوع، إن “هذه ليست مشكلة الأسلحة الكيميائية ذاتها التي واجهناها خلال الحرب الباردة مثلا”.
وأضاف ان “المسألة تتعلق في الواقع بالاستخدام شبه اليومي لهذه الأسلحة على مسرح تجري فيه عمليات لتحقيق مكاسب تكتيكية وعسكرية”.
وتشهد ساحة الحرب في الشرق الأوسط لا سيما في سوريا انقسامات بين روسيا والغرب، قد تؤثر على المحادثات في لاهاي.
وقالت الوكالة إنه سيسمح لوسائل الإعلام بحضور اليوم الأول من المحادثات، قبل إغلاق الاجتماع للتصويت على المقترح البريطاني.
ويحتاج المقترح لتمريره موافقة ثلثي الدول التي تصوت، فيما يبلغ أعضاء المنظمة 193 عضو.
وقالت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني إن الاجتماع قد يمدد ليوم ثالث في حين كان مقرر ليومين فقط.
وقال المدير العام للمنظمة، أحمد أوزومجو، خلال ندوة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “نحن على مفترق طرق”.
وأضاف، وفق ما نقلت “فرانس برس”، أن الهجمات الكيماوية التي وقعت مؤخرًا هي “تنبيه قاس”، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لا يمكن استمراره، إذ يشكل غياب وجود آلية لتحميل المسؤولية، “ثغرة رئيسية تمنع من اتخاذ إجراءات تصحيحية”.
ونددت روسيا حليف النظام السوري بهذه المحادثات.