تغييرات في قادة “الدفاع الوطني” بالسويداء قبيل معركة الجنوب

  • 2018/06/24
  • 10:17 ص

عناصر من الدفاع الوطني في بادية السويداء- 22 حزيران 2018 (الدفاع الوطني السويداء فيس بوك)

السويداء – نور نادر

أثارت التغييرات التي طالت قيادة قوات “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات الأسد في السويداء، الأسبوع الماضي، تساؤلات حول الأسباب، خاصة وأنها تزامنت مع اقتراب انطلاق عملية عسكرية في درعا المجاورة وحشد النظام السوري لقوات عسكرية ضخمة على تخوم المحافظة.

وكلف النظام السوري الرائد واثق وجيه غانم، بقيادة القوات، خلفًا للعميد عماد صقر أبو سعيد، والرائد أيمن كايد أبو فاعور بمنصب نائب قائد مركز السويداء، في وقت ذكرت فيه شبكة “السويداء 24” أن الضابطين ينحدران من محافظة السويداء.

“الدفاع الوطني” ومسلسل قصف السويداء

“الدفاع الوطني” في السويداء ارتبط باسم رشيد سلوم خلال السنوات الماضية، إذ كان القائد الأول للقوات، وهو رجل أعمال مدني وصديق مقرب من رئيس فرع الأمن العسكري السابق، وفيق ناصر، ويعتبران شريكين في العديد من الاستثمارات داخل المحافظة.

وتعرض سلوم للإهانة في مضافة الشيخ وحيد البلعوس، زعيم “مشايخ الكرامة” الذي اغتيل في 2015، بعد حضوره مع عناصره إلى المضافة، واتهام رجال البلعوس بخطف وقتل شبلي جنود، أحد رموز “حزب البعث” بالمحافظة، ما أدى إلى تلقيه صفعة على وجهه من قبل ابن وحيد البلعوس وطرده.

لكن في تشرين الثاني العام الماضي، أقيل سلوم وعين العقيد حكمت جعفر بدلًا عنه، قبل تعيين عماد صقر لاحقًا وإقالته قبل أسبوعين، لتبدأ تساؤلات ناشطي المحافظة عن سبب هذا التغيير المتزامن مع بداية معركة الجنوب.

ناشطون ربطوا التغييرات مع عودة سقوط قذائف الهاون على المحافظة، التي أدت إلى سقوط ضحايا، وسط اتهام النظام السوري لمن يطلق عليهم “الإرهابيين” في ريف درعا الشرقي بالمسؤولية.

الناشط المدني والصحفي عبد الله (طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية)، وهو موجود في السويداء ومطلع على هيكلية التشكيل، اتهم عناصر “الدفاع الوطني” بالقصف، خاصة وأنهم تلقوا تدريبات على إطلاق الهاون في إيران، بحسب قوله، في حين رجح أن يكون القائد المعزول رفض تنفيذ أوامر إطلاق الهاون على المحافظة، خاصة وأنه صاحب سمعة ليست سيئة بين الأهالي.

ولم تتعرض السويداء لسقوط قذائف منذ معركة مطار الثعلة في 2015، إذ وجه النظام آنذاك تهمة إطلاق الهاون للبدو الموجودين في المقوس شرقي السويداء، وكان هذا اعترافًا ضمنيًا منه بأن الهاون لا يمكن أن يصل مداه من درعا، إضافة إلى أن مقاتلي البلعوس انتشروا آنذاك في الجبل وقاموا بتمشيط المنطقة ووثقوا مصادر القذائف من “الفوج 44” شمال شرق طريق قنوات الرئيسي في قلب المدينة.

“الدفاع الوطني” تدرب في إيران

“الدفاع الوطني” في السويداء مر بمراحل متعددة، فبعد اندلاع الثورة السورية بأقل من عام، وفي كانون الثاني 2012، أعلن النظام السوري عن ولادة ميليشيات “الدفاع الوطني” في سوريا، ليبدأ تشكيلها في المدينة، عبر إعطاء ميزات لعناصرها وترغيب الشباب بالانضمام إليها، ومنها الخدمة داخل حدود المحافظة، قبل أن يبدأ بتمرير محفزات مادية للعناصر مقابل القتال خارج حدود المحافظة، إذ كان راتب متطوعيه خارج المحافظة مضاعفًا 100% عن رواتب من يشكلون حالة لحفظ الأمن الداخلي فقط.

وإلى جانب ذلك تلقى عناصر من “الدفاع الوطني” تدريبات في إيران، بحسب ما قاله الناشط عبد الله، الذي أكد لعنب بلدي أن قريبه وهو أحد عناصر “الدفاع الوطني” سافر مع مجموعة من زملائه في بداية 2013 إلى إيران، لتلقي تدريبات عديدة على استخدام الأسلحة، وكانت أجور السفر والإقامة مدفوعة إلى جانب تعويض مادي.

وبفضل الدعم الإيراني الضخم، زاد عدد المنتسبين إلى القوات وقامت بتنظيم مواردها المالية الخاصة، لتطالب بعد ذلك طهران، عبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في تشرين الثاني 2017، النظام السوري بشرعنة “الدفاع الوطني”.

وقال جعفري إن “الرئيس بشار الأسد، يدرك أهمية قوات الدفاع الوطني وبالتأكيد سيجعلها شرعية في سوريا لأجل مواجهة التهديدات المستقبلية”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا