عنب بلدي – إدلب
افتتح المعهد الطبي في جامعة إدلب مركزًا للعلاج الفيزيائي في مدينة إدلب، في إطار الاستجابة للحاجة المجتمعية إلى تلك الخدمة، خاصة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب ومرضى الأعصاب.
تفتقر محافظة إدلب لوجود مراكز طبية متخصصة بالعلاج الفيزيائي، ما استدعى افتتاح مركز المعالجة الفيزيائية في الجامعة، والذي يستقبل مختلف الحالات المرضية ويقدم خدماته بشكل مجاني بالكامل، وفق ما قال محمد باكير، أستاذ في المعهد الطبي- قسم المعالجة الفيزيائية في جامعة إدلب، ومدرب في المركز.
باكير قال لعنب بلدي إن الفكرة من افتتاح المركز، في 2 من أيار الماضي، كانت لتحقيق فائدة على مستويين، الأول تقديم خدمة للمرضى ممن هم بحاجة للعلاج الفيزيائي ولا يملكون القدرة المادية على ذلك، والثاني لإدخال طلاب المعهد الطبي في الحياة العملية وتطبيق المقررات النظرية على أرض الواقع، بما يسمح لهم اكتساب خبرات وتأمين فرص عمل في المستقبل.
وأشار باكير إلى أن المركز يتكفل بعلاج المريض منذ مرحلة تشخيص المرض وحتى مرحلة التعافي، وذلك وفق خطة علاجية يشرف عليها أطباء ومختصون في مجال المعالجة الفيزيائية.
من النظري إلى العملي.. “في خدمة المجتمع”
من جانبه، قال مدير المعهد الطبي في جامعة إدلب، الدكتور طاهر حميدي، إن الفكرة تولدت منذ أكثر من خمسة أشهر من ازدياد الحاجة للعلاج الفيزيائي، ولصقل خبرات طلاب المعهد الطبي بالمهارات العملية.
وأوضح في حديث لعنب بلدي أن القدرة الاستيعابية للمركز تصل إلى 30 حالة مرضية يوميًا، لكنه حتى الآن لا يستقبل أكثر من خمس حالات في اليوم، كونه افتُتح حديثًا.
وكانت جامعة إدلب افتتحت المعهد الطبي في العام الدراسي 2015- 2016، وألحقت به قسم المعالجة الفيزيائية في العام الدراسي 2016- 2017.
ويبلغ عدد طلاب السنة الأولى في قسم المعالجة الفيزيائية 50 طالبًا، فيما لا يتجاوز عدد طلاب السنة الثانية 45 طالبًا، من الذكور والإناث، وفقًا لمدير المعهد، ما استدعى تأمين التدريب العملي للطلاب ضمن مراكز مؤهلة.
سجى شيحان، وهي طالبة سنة ثانية في معهد المعالجة الفيزيائية، تتلقى تدريبات عملية في المركز، وتقول لعنب بلدي، “استفدنا بشكل كبير من التجربة، وأصبحنا على دراية بكيفية علاج المرضى فيزيائيًا، إذ كنا نتلقى محاضرات نظرية فقط في المعهد”.
حاليًا، لا يتلقى الطلاب أي مقابل مادي لقاء علاج المرضى في المركز، وفق ما قالت سجى، مشيرة إلى أن الطلاب لا يعالجون المرضى إلا تحت إشراف الأطباء والمختصين، وذلك عن طريق تمارين علاجية وباستخدام بعض الأجهزة.
وبحسب ما ذكر المدرب والأستاذ الجامعي محمد باكير، فإن المركز يستقبل جميع الحالات المرضية، ومن بينها الإصابات العصبية والحركية والديسك والأذيات الرضية والحروق والتشوهات الخلقية وإصابات الحرب، وذلك للأطفال والبالغين وكبار السن والنساء والرجال.
ومع ذلك، يواجه مركز المعالجة الفيزيائية تحديات عدة، تتمثل في افتقاره إلى الأجهزة الحديثة المتخصصة بسبب ارتفاع أسعارها، ولا يزال في طوره البدائي على أمل أن يتطور في المستقبل.