“الميت الذي يمشي”.. هل يستحق القاتل القتل؟
“القتل أمر سيئ بغض النظر عن الفاعل إن كان شخصًا أو الحكومة”، بهذه الكلمات استجدى “ماثيو بونسلت” المحكوم بالإعدام والد ضحيته لكي يسامحه.
على مدى ست سنوات قضاها “ماثيو” في السجن منتظرًا عقوبة الإعدام، أبدى عدم مبالاته بالمصير الذي ينتظره، إلى أن جاءته “هيلين”، الراهبة التي تأخذ على عاتقها مساعدة المحكومين بالإعدام لتقلب مصيرهم وتخلص روحهم من آثامها، على حد تعبيرها.
تقدم الممثلة سوزان ساريندان، التي حازت جائزة “أوسكار” لفئة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم، دور الراهبة “هيلين” التي تتعاطف مع القاتل “ماثيو” الذي يلعب دوره الممثل شون بن، إلى حد أن تحاول استئناف الحكم والحصول على البراءة التي يدعيها، ولكن الحكم يصدر نهائيًا، معطيًا “ماثيو” مهلة سبعة أيام ليخلص روحه.
تواظب هيلين على زيارة ماثيو يوميًا في السجن وتساعده على تقبل أمر إعدامه، تأخذها عواطفها إلى أبعد من ذلك فتزور ذوي الضحيتين لطلب صفحهما ولكن من دون جدوى.
يطرح المخرج والمؤلف تيم روبنز قضية لطالما اهتمت بها جمعيات حقوقية، وهي إلغاء عقوبة الإعدام، وذلك من خلال جملة يقولها “ماثيو” عن كون القتل أمرًا سيئًا، في إشارة إلى أن تطبيق عقوبة الإعدام، حتى لو كان الشخص مذنبًا، فهي تنهي حياة إنسان، على حد رأيه.
وعلى الرغم من الإجراءات التي تتخذها المحكمة ليكون الإعدام غير مؤلم، يتبين من مرافعة محامي “ماثيو” أن هذه العملية، وهي “الحقنة المميتة”، قد تبدو غير مؤلمة للنظر أي لمن يحضرون مشهد الإعدام، ولكنها تؤدي إلى تفجير أعضاء من يحقن بها بكل ما تحمله من ألم في تلك اللحظة.
استطاع المخرج أن يكسب تعاطف الجمهور مع قضية المجرم، بجعل الفيلم يبدأ من حيث انتهت القصة، وهي انتظار تنفيذ حكم الإعدام، بكل ما يحمله من قسوة تلك اللحظات، حتى لو كان من ينتظر الموت قاتلًا.
ويأتي المشهد الأخير من الفيلم ليريح المشاهد من عبء التعاطف الذي يلقيه على عاتقه كل من الراهبة والقاتل، ليرجع المخرج إلى القضية الأساسية وهي جريمة القتل فيعرضها بالتفاصيل التي يتخلّلها مشهد الإعدام.
حصل الفيلم على تقييم 7.5 على موقع “IMDb” المتخصص، وهو من إنتاج عام 1995.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :