على الرغم من أن الكاتبين الأمريكيين، بيل كوفاتش وتوم روزنستيل، شخصا من خلال كتابهما “عناصر الصحافة”، أبرز المشكلات التي تواجه الإعلاميين في الولايات المتحدة الأمريكية، والدوامات التي يدور فيها العمل الإعلامي هناك، لكن القيم والمعايير المهنية التي يطرحها الكتاب يمكن أن تكون مناسبة للصحفيين والمؤسسات الصحفية حول العالم، ويمكن أن تطبق على أي فترة زمنية.
يأخذ الكتاب القارئ في سلسلة غير محدودة من القصص والأحداث المرتبطة بتطور عمل الصحافة في العالم، لينتقل بخفة وديناميكية من كل قصّة إلى قيمة صحفية، ثم يسرد لها مجموعة من الدلائل التي تزيد من أهميتها وتجعلها مؤهلة للتصنيف كمعيار مهني للعمل الصحفي.
ما ثمّن المعايير المقدمة في الكتاب هو أنه جاء نتيجة لعامين من التقصي والبحث المنتظمين والشاملين أجراهما الكاتبان، وخلال العامين تم عقد 21 منتدى عامًا حضرها ثلاثة آلاف شخص.
كما يتضمن الكتاب شهادات لأكثر من 300 صحفي، إذ أجرى جزءًا من تلك المقابلات فريق من الباحثين الجامعيين مع الصحفيين ومختصون في علم الصحافة، وأجروا ما يقارب من اثنتي عشرة دراسة محتوى للتقارير الإخبارية.
ويتوصل الكتاب من خلال المناقشات النظرية وبالاعتماد على فرق بحثية، إلى تسعة “عناصر” للصحافة، وهي المعايير التي تحكم مهنية العمل الصحفي، ويأتي على رأسها أن التزام الصحافة الأول يجب أن يكون تجاه الحقيقة.
ويشير الكتاب إلى أن ولاء الصحافة الأول هو للمواطنين، وجوهرها نظام التحقق الذي يتبعه الصحفيون انطلاقًا من حس المسؤولية، والنظام الذي توفره المؤسسات الصحفية ذاتيًا.
كما يدعو الكتاب ممارسي الصحافة للاستقلال عن المواضيع التي يقومون بتغطيتها ما يعني أن يتملكوا نظرة شاملة وواسعة، وألا تنحصر وجهات نظرهم بإطارات ضيقة.
كما يرى أن الصحافة يجب أن تكون بمثابة مراقبة مستقلة للسلطة، وأن توفر منتدى للنقد العام، فيما ينصح الكتاب ممارسي الصحافة بالحفاظ على شمولية وتناسب الأخبار، وتحكيم ضميرهم الشخصي.
أحدث الكتاب، بطبعته الأولى، انتشارًا كبيرًا، وحصد جائزة “غولدسميث” للكتاب من جامعة هارفارد، وجائزة بارت “ريتشاردز” من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم تحديث الكتاب باستخدام مواد جديدة تغطي صعود وسائل الإعلام الاجتماعي، ومحتويات الوسائط المتعددة والمواقع الإخبارية الإلكترونية، لنشره من جديد تحت عنوان “عناصر الصحافة: ما الذي ينبغي أن يعرفه الصحفيون وما الذي ينبغي أن يتوقعه الجمهور”.
تم نقل الكتاب إلى اللغة العربية بواسطة الدار الأهلية للنشر في عمان، الأردن عام 2013، ويصل عدد صفحات النسخة العربية إلى 408.