زار وفد روسي السويداء واجتمع بشكل مغلق مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وناقشوا مستقبل المحافظة.
وكانت الزيارة الأربعاء الماضي، وتزامنت مع تحضيرات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها لبدء العملية العسكرية ضد فصائل المعارضة في درعا.
وذكرت شبكة “السويداء 24” اليوم، السبت 23 من حزيران، أن الاجتماع عقد في مبنى محافظة السويداء بين مسؤولين روس وقيادات أمنية عالية المستوى، بحضور مشيخة عقل الدروز ووجهاء من المنطقة.
وقالت نقلًا عن مصادرها إن الاجتماع كان لمناقشة الأوضاع الداخلية في السويداء، وتطرق للجهات المسلحة الفاعلة على الأرض من الفصائل المحلية، بالإضافة لبحث في أوضاع الريف الغربي وحماية المدنيين.
وأضافت المصادر أن الروس تحدثوا في تصورهم عن وجود منظمات “إرهابية” في المحافظة، وضمنهم حركة “رجال الكرامة”، وعن الحلول الأمنية الممكن اتخاذها أو عقد المصالحات في المنطقة.
السويداء نقطة الارتكاز
وتصدرت السويداء ودرعا واجهة الأحداث في الجنوب، بعد التعزيزات التي استقدمتها قوات الأسد إلى خط التماس بين المحافظتين، وما رافقها من قصف متبادل وسط اتهامات للنظام بـ “خلق فتنة” تخدم معركته المقبلة.
وسقطت على أحياء السويداء، في الأيام الماضية، قذائف هاون قال النظام السوري إن “المجموعات الإرهابية” قد أطلقتها من ريف درعا، بينما أكد مراسل عنب بلدي أن مصدرها الدفاع الوطني الرديف لقوات الأسد.
وتمسك روسيا بالمفاصل العسكرية كاملة للجنوب، وما يؤكد على ذلك مرافقة الشرطة التابعة لها لتعزيزات قوات الأسد التي وصلت في الأيام الماضية.
وتعتبر السويداء نقطة أساسية لا يمكن فصلها عن مستقبل الجنوب، وكانت قد غيبت عن مشهد الحديث السياسي والعسكري طوال السنوات السبع الماضية.
وأشار المصدر الذي نقلت الشبكة عنه إلى أن الوفد المتواجد من وجهاء ومشايخ السويداء أوضح بعض المفاهيم التي وصفها بالخاطئة للروس، ونفوا لهم وجود أي تنظيمات إرهابية، وشرحوا الأسباب التي دفعت أهالي السويداء للحماية الذاتية.
وتحدث عن أوضاع الريف الغربي خلال العمليات العسكرية، وسبل توفير الحماية للمدنيين من أبناء الريف الغربي.
مستقبل المحافظة
وبحسب ما قالت مصادر من السويداء لعنب بلدي دار الحديث خلال الاجتماع عن مستقبل المحافظة، وتراتبية الإدارة العسكرية في المرحلة المقبلة.
وأضافت المصادر أن زيارة الروس تأتي للوقوف على تفاصيل إدارة المحافظة بشكل كامل، كونها نقطة بارزة في الجنوب ولها ارتباط كبير بمحافظة درعا.
وقالت الصفحة الرسمية لدار طائفة الدروز في السويداء إن شيخي عقل المسلمين الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع وحمود الحناوي والأمير جهاد الأطرش التقوا بمسؤولين عالي المستوى وذلك للبحث بالتطورات المتسارعة في الجنوب.
وأضافت أن البحث جرى في عدة نقاط وتصورات مسبقة لدى الجانب الروسي رأت مشيخة العقل فيها “مصلحة وطنية وجديرة بالبحث مستقبلًا”.
وحضر الاجتماع المطران سابا اسبر، وأعضاء لجنة مركز المصالحة الروسي في المنطقة عصام الحسين رئيس مجلس المحافظة وحسن الأطرش عضو اللجنة المركزية لحزب البعث والشيخ نجدو العلي مدير الأوقاف الإسلامية في السويداء والشيخ سعود النمر عن عشائر المنطقة.
بيان سابق يحرم القتل
وكانت حركة “رجال الكرامة” في السويداء قد حددت موقفها من تطورات الجنوب السوري.
وقالت في 20 حزيران الحالي إنها كانت ولا زالت على موقف الحياد الإيجابي من أي “صراعات داخلية بين أبناء الوطن الواحد”.
وأضافت أنها ليست طرفًا في إراقة الدماء، ومتمسكة بثوابت قائدها الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس والشعار الذي كان يقوله دائمًا “دم السوري على السوري حرام”.
وحرمت الحركة التعدي من السويداء وعليها، وحذرت أي طرف من المساس بهيبة جبل العرب والاعتداء على أهله.
ورفضت تحميل بعض الجهات أهالي محافظة السويداء مسؤولية ما يحدث في محافظة درعا، واعتبرت أن السويداء ليست الجبهة الوحيدة التي تنطلق منها العمليات العسكرية.