رفض دولي وتأييد إسرائيلي لانسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان

  • 2018/06/20
  • 5:44 م
سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة تعلن انسحاب بلادها من مجلس حقوق الإنسان الدولي )BLSE(

سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة تعلن انسحاب بلادها من مجلس حقوق الإنسان الدولي

أثار قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان ردود أفعال واسعة، تراوحت بين إدانات أممية وحقوقية، وانتقادات دولية، وترحيب أحادي من الحليف الأول لواشنطن.

تخوف مدني حقوقي

وقال رئيس مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فويسلاف شوتز، اليوم الأربعاء 20 من حزيران، إنه يجب على العالم أن يحافظ على سلامة مجلس حقوق الإنسان، في الوقت الذي تتعرض فيه حقوق الإنسان لتهديدات يومية، بحسب ما نقلت وكالة “روتيرز”.

وأضاف “نحن بحاجة للحفاظ على المجلس قويًا ومليئًا بالطاقة، فضلًا عن الاعتراف به كجزء مركزي من منظومة الأمم المتحدة في القرن الحالي”.

وكانت واشنطن أعلنت أمس انسحاب بلادها من مجلس حقوق الإنسان لما اعتبرته “انحيازًا معاديًا لإسرائيل وشن حملة ممنهجة ضدها”.

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال في بيان له “يفضل الأمين العام للأمم المتحدة بقاء الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان نموذجًا يلعب دورًا هامًا في تعزيز حقوق الإنسان وحمياتها في جميع أنحاء العالم”.

ورأى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، أنه يجب على أمريكا تعزيز مشاركتها بدل الانسحاب من المجلس.

وبحسب وكالة “رويترز”، فإن 12 جماعة حقوقية حذرت واشنطون من الانسحاب، ورأت تلك الجماعات ومنها “هيومن رايتس فيرست” و”أنقذوا الأطفال”، أنه من الصعب “تعزيز أولويات حقوق الإنسان ومساعدة ضحايا الانتهاكات في العالم”.

منظمة “هيومان رايتس ووتش” أدانت القرار، ووصفت سياسة ترامب في مجال حقوق الانسان بأنها “ذات بعد أحادي”.

دول تنتقد وروسيا تستغل 

روسيا استغلت الخطوة الأمريكية بتوجيه انتقادات واسعة لإدارة ترامب، وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيوف، إن “قرار الولايات المتحدة لا يدل على قوتها، بل هو دليل ضعف”.

وعقب ذلك أعلن ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، اليوم، أن بلاده تقدمت بطلب ترشيح نفسها في انتخابات المجلس للفترة القادمة بين عامي 2021-2023، بحسب وكالة “سبوتنيك”.

بدورها رأت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أن القرار الأمريكي “يقوض دور الولايات المتحدة كبطل ومؤيد للديمقراطية في العالم”، مؤكدة أن الاتحاد سيواصل الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، بالتعاون مع الولايات المتحدة.

ووصف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، القرار الأمريكي بـ “المحزن والمؤسف جدًا”، وأضاف أن بريطانيا لاتزال تدعم المجلس، معتبرًا أن هذه المنظمة هي “أفضل آلية للمجتمع الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب في العالم غير المثالي”.

ترحيب أحادي بالقرار

ولاقى القرار الأمريكي ترحيبًا إسرائيليًا وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عبر حسابه في “توتير”، “إسرائيل تشكر الرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو والسفيرة هيلي على قرارهم الذي يرفض نفاق مجلس حقوق الإنسان الأممي وأكاذيبه. على مدار سنوات طويلة أثبت المجلس أنه جهة منحازة وعدائية ومعادية لإسرائيل تخون مهمتها وهي الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وأضاف نتنياهو “بدلًا من التركيز على أنظمة تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج, يتركز المجلس بشكل مهووس على إسرائيل وهي الدولة الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط”.

المندوبة الأمريكية، نيكي هيلي، قالت إن الانسحاب جاء بسبب “انحياز” مجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل، مضيفة أن المجلس “مدافع ضعيف عن حقوق الإنسان”.

وكان مجلس حقوق الإنسان وافق على قرار لإرسال بعثة تحقيق في “جرائم حرب” ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، في أيار الماضي، والتي أدت إلى مقتل 60 فلسطينيًا وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين بالرصاص الحي.

وذلك بعد مظاهرات حاشدة شهدتها فلسطين تنديدًا بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، والذي تزامن مع الذكرى الـ 70 للنكبة.

وسبق أن مهدت واشنطن للانسحاب من مجلس حقوق الإنسان موجهة انتقادات عدة له بأنه “يفتقد للمصداقية”، كما هددت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، بمقاطعة المجلس لنفس الأسباب المتعلقة بإسرائيل.

وتأسس مجلس حقوق الإنسان عام 2006، وانضمت إليه واشنطن عام 2009، وهو فرع من الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، ويعقد المجلس ثلاثة اجتماعات في العام بحضور 47 دولة تتغير كل ثلاث سنوات وفق انتخابات يجريها المجلس.

ولا تعتبر القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان مُلزمة إلا إذا تبناها مجلس الأمن بشكل رسمي، إذ تندرج في سياق تبني المواقف والضغط على الجهة التي تنتهك حقوق الإنسان.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي