بذراع واحدة وقلب مليء بالمعاناة والقهر، استطاع الفنان التشكيلي الجزائري الراحل محمد إيسياخم أن يؤسس للفن التشكيلي في الجزائر.
يحتفل محرك البحث “غوغل” اليوم، الأحد 17 من حزيران، بالذكرى 90 لميلاد إيسياخم، أحد رواد الحركة التجريدية في الفن التشكيلي المعاصر، بعرض صورة له على شكل لوحة تشكيلية.
ولد إيسياخم في منطقة “أزفون” بمدينة القبائل الجزائرية في 17 من حزيران عام 1928، في فترة كانت بلده الجزائر ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي والتي ألقت بثقلها على قريته جوعا وفقرا ودمارا.
انعكست آثار تلك الفترة على شخصيته، ما أسهم بشكل كبير بروح التمرد التي امتازت بها أعماله، مثل لوحة “ماسح الأحذية” التي تجلت فيها فلسفته الفنية بما يسميه “الحقد المقدس” على الظروف المعيشية التي عانت منها الجزائر في فترة الاحتلال.
وكانت حادثة حصلت له في مقتل عمره سببت تحولاً في حياته، إذ سرق قنبلة من معسكر فرنسي عام 1943 فانفجرت تلك القنبلة مودية بحياة شقيقيه وأحد أقربائه، وتسببت بإصابته في ذراعه، التي بترت فيما بعد بسبب تلك الإصابة.
درس إيسياخم الفنون في فرنسا بعد أن سافر إليها عام 1951، وانضم إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة، ثم عاد إلى موطنه الجزائر بعد أن أنهى دراسته عام 1963 ليصبح أستاذًا في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة.
أسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية في الجزائر، واتجه بفنه نحو الغرافيك والفن التجريدي ليصبح من أهم فناني الجزائر والوطن العربي في هذين المجالين ومن أهم لوحاته “الأرملة”.
كما ألف إيسياخم كتابًا اسمه “35 سنة في جهنم رسام”، تناول فيه تجربته في الرسم، بالإضافة إلى مقالات لبعض الصحف.
أحرز إيسياخم عدة جوائز خلال مسيرته الفنية منها جائزة “الأسد الذهبي” في روما عام 1980.
رحل إيسياخم بعد صراع طويل مع المرض في شهر كانون الأول عام 1985، تاركا مدرسة للفن التشكيلي المتمرد لا تزال تدرس إلى الآن.