عيد دير الزور.. اللمة رجعت لكن الأسواق “ميتة”

  • 2018/06/17
  • 11:10 ص

حركة الأسواق في دير الزور- 11 حزيران 2018 (arab24)

أورفة – برهان عثمان

“أول عيد يتنقل فيه الديريون بين أحياء مدينتهم بلا رعب القذائف وألم الجوع والحصار”، وصف أطلقته المرأة الستينية، سعدية الحمد الملقبة بـ “أم عثمان”، من حي الجورة في دير الزور.

“أم عثمان” عبرت لعنب بلدي عن شعورها بالعيد وعودة أبنائها الثلاثة مع عائلاتهم إلى المدينة بعد نزوح دام أربع سنوات، لتجهز لهم “الكليجة الديرية” (نوع من الحلوى المحلية) التي لم تصنعها منذ سنوات، قائلة إن “العيد هو لمة الأهل والناس، وليس فقط في الملابس والمظاهر”.

عادت مظاهر العيد التي كانت غائبة أيام وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة دير الزور، فقد تجمع عدد من الأطفال حول الألعاب القليلة التي انتشرت في شارع الوادي وبعض شوارع حي القصور، منتظرين دورهم من أجل ركوب أرجوحة أو امتطاء حصان، في مشهد يثير مشاعر مختلطة عند “أبو كرم”، الذي يصف ذلك بقوله، “فرحة العيد هي للأطفال أولًا، فهم من يشعرون به لكن وسائل الفرح قليلة هنا”، متألمًا على الحال الذي يعيشونه، وكيف تراجع مستوى الحياة عقودًا إلى الوراء.

في حين سيطرت أحاديث ذكريات الأيام الماضية على أحاديث المجالس، إذ يستذكر الأهالي صور دير الزور القديمة في الأعياد وعادات أهلها وقصصهم، باحثين عما يؤنس وحشتهم بعد الحرب وينسيهم أكوام الدمار التي لا تزال منتشرة في شوارع المدينة.

وسيطرت قوات النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” على كامل مدينة دير الزور، وعلى مساحات واسعة من المحافظة، بعد معارك تنظيم “الدولة” التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

مشاعر الحنين والحزن على المدينة لم تخفها رسائل التهنئة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي بين أهالي الدير أنفسهم، بحسب الناشط محمد الهويدي، الذي قال لعنب بلدي إن “أغلب التبريكات تحمل كلمات الحنين للمدينة وأهلها، ويكسوها الحزن لطول المسافات الفاصلة بين الأهل والجيران والأصدقاء خلال هذه الأيام التي يفترض بها أن تكون فرصة لجمع الشمل واللقاء”، مضيفًا أن “الشجن يجمع الديريين الذين يبحثون عن نافذة من أمل في هذا العيد تبعدهم عن واقعهم المرير وتمكنهم من نسيان الحرب ولو كانت هذه النافذة رسالة صوتية أو صورة أو مكالمة أو حتى ضحكة عابرة”.

واختلفت عادات العيد عما كانت عليه سابقًا، إذ كان الأهالي يخرجون صباح العيد لقضاء الصلاة ثم إلى مقابر المدينة، قبل اجتماع العائلات وتبادل الزيارات فيما بينهم، بحسب “أم عثمان”، التي أكدت أنها ستحاول محو ذكريات الحرب وستبقى تتذكر المدينة بشكلها الجميل وكرم أهلها.

السوق “ميت” هذا الموسم

تعاني المدينة من أوضاع متردية بسبب سوء الخدمات، فالمياه شحيحة وغير صالحة للشرب، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الأهالي، إذ أكد رمزي العويصي، الملقب بـ “أبو خلف”، (47 عامًا) لعنب بلدي أنه “عيد باهت، ملابسه قديمة وأوضاع الناس فيه صعبة”، فالأحوال لم تتحسن كثيرًا خاصة ماليًا وتجاريًا في حين من المفترض أن تكون أيام العيد موسمًا للربح.

وقال العويصي، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، إن “حركة السوق ميتة وأغلب المشتريات هي من المواد الاستهلاكية البسيطة والأغراض المستعملة وبعض أنواع الحلويات والمواد الغذائية” واصفًا الموسم بـ “المضروب” لأنه لم يحقق العائد المتوقع منه.

كما انتشرت أسواق الملابس المستعملة بسبب غلاء الثياب الجديدة، وسط شكوى من قبل أغلب التجار في المدينة بالكساد وقلة الزبائن، فأغلب الأهالي من ذوي الدخل المحدود ولا يمتلكون المال الكافي، بحسب عبد الله الحسن أبو كرم، الذي يعمل مدرسًا ويملك محلًا لبيع الأدوات المستعملة.

في حين أكد عدد من الأهالي، الذين تواصلت معهم عنب بلدي، أن قطاع النقل كان الأكثر ربحًا خلال شهر رمضان والعيد، رغم ما يتعرض له من ضغوط أمنية ومخاطر،  إذ يخشى الأهالي من التنقل بالقرب من الحواجز التي شددت من إجراءاتها وتدقيقها على أسماء العائدين.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع