عنب بلدي – دمشق
استاء الكثير من طلاب الثانوية العامة في العاصمة السورية دمشق من ظهور حالات الغش على العلن في بعض المراكز الامتحانية، ما دفعهم للذهاب إلى القول إن ذلك الأمر مدفوع الثمن عبر رشاوى.
تعتقد مراقبة في أحد مراكز الامتحانات بالعاصمة دمشق، طلبت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، أن مديرة المركز تتلقى رشاوى من الطلاب حتى يغضوا الطرف عنهم ويتركوهم دون مراقبة.
وتضيف المراقبة أن حالات من التسيب حدثت خلال العملية الامتحانية لا سيما في امتحان اللغة العربية للفرعين الثالث الثانوي الأدبي والعلمي.
وقالت المراقبة في تصريحها لعنب بلدي، إن الكثير من الطلاب يشتكون بسبب الحديث عن الغش بشكل علني في عدة مراكز امتحانية، وأشارت إلى أن إحدى الطالبات في المركز الذي تعمل به وجد بحوزتها “راشيتا” (ملخص)، لكن المديرة رفضت أن تتخذ بحقها الإجراءات اللازمة، بل أعادت لها ورقتها الامتحانية.
وقالت ريم، اسم وهمي لدواعٍ أمنية، وهي طالبة في مركز ابن زيدون الامتحاني في دمشق، لعنب بلدي، إن معظم حالات الغش تتكرر في مراكز الأحرار، أما مراكز التقديم النظامية فيكون التشديد فيها أكبر نوعًا ما، معتبرةً أن الطلاب يلجؤون للغش بسبب أن الامتحانات الثانوية هي مرحلة مفصلية في حياة الطلاب، لذلك يلجأ الكثير منهم إلى الغش ومحاولة رشوة المراقبين حتى يتمكنوا من النجاح وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة.
ولم تقتصر عمليات الغش خلال الامتحانات على المراكز في العاصمة دمشق، فقد ضبطت مديرية التربية في اللاذقية 52 حالة غش، بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن” عن مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل، فيما لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية عن ضبط حالات غش في مراكز دمشق الامتحانية.
وقالت الطالبة في حديثها إن الأسئلة خالفت توقعاتها وخاصةً في مادة الرياضيات، وعلى الرغم من أن الجو العام في المركز كان طبيعيًا، كانت حالات من التساهل موجودة، ولم يتعرض الطلاب للمضايقة، حتى الذين ضبطوا يتحدثون مع زملائهم في أثناء الامتحانات.
وانتهت الامتحانات الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، لكن الفرع الشرعي مستمر حتى 18 من حزيران.
وهناك زيادة في عدد الطلاب المتقدمين بشكل حر عن العام الماضي، بحسب ما قالت المراقبة لعنب بلدي، مضيفةً أن هناك حالة من الاستياء بين الطلاب بسبب الضغط في البرنامج الامتحاني بما يتعلق بتوزيع الأيام على أسبوعين فقط، وهو ما يشكل حالة من الضغط على المتقدمين، وهذا ما أكدته ريم، واصفةً المدة الزمنية بالقصيرة.
وفي بداية الامتحانات الثانوية أكد وزير التربية، هزوان الوز، على سلامة العملية الامتحانية فيما يتعلق بإيصال مغلفات الأسئلة بالصناديق المغلقة وتأمين مغلفات أوراق الأجوبة واختيار المراقبين من ذوي الخبرة والكفاءة لإدارة المراكز الامتحانية.
وبحسب أرقام وزارة التربية التابعة لحكومة النظام السوري، تقدم قرابة 191 ألف طالب وطالبة لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي وتوزعوا على 1582 مركزًا في الأراضي السورية، بينما تقدم لامتحانات الثانوية الشرعية 1829 طالبًا وطالبة موزعين على 32 مركزًا.