السويداء – نور نادر
كان سكان مدينة السويداء سابقًا غير معنيين بالاحتفال بعيد الفطر، لكن قدوم عدد كبير من النازحين الهاربين من مناطق مشتعلة في سوريا، حرّك أجواء شهر رمضان والعيد من بعده.
تعرف السويداء بـ “عاصمة الطائفة الدرزية” في سوريا، ولا تشمل أركان هذا المذهب صيام رمضان، بل صيام أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة، وهو ما يجعل من عيد الأضحى العيد الوحيد المتعارف عليه في المحافظة.
لكن بعد عام 2011، شهدت السويداء حالة اجتماعية جديدة، ناتجة عن حركة النزوح المتزايدة إلى المنطقة، وبدأت، بفعل ممارسة النازحين طقوسهم وشعائرهم، أجواء عيد الفطر تنتشر في الأسواق.
وبقيت السويداء إحدى أكثر المناطق السورية “أمانًا”، وذلك بالنظر إلى تحييدها عن العمليات العسكرية، ما جعلها هدفًا للنازحين الذين يقدر عددهم بما يزيد على 70 ألف نازح.
عائلات سنية في المدينة
الشاب خالد، أحد أبناء قرية المتونة في الريف الشمالي للمدينة، يصف لعنب بلدي أجواء المدينة قبل وبعد وصول النازحين، إذ لم يكن يشهد مظاهر العيد سابقًا سوى في عيد الأضحى، باستثناء عائلة سنية في قريتهم كان أهالي القرية يشاركونها عيدها، مسترجعًا ذكريات عبارات والده صباح كل عيد: “يابا قوموا جهزوا حالكن بدنا نروح نعيد بيت الجمّال”.
لكن بعد توافد نسبة كبيرة من مختلف المحافظات إلى السويداء، تعممت حالة بيت الجمّال إذ أصبح في كل حي أو تجمع سكاني عدد من العائلات السنية، التي بنت علاقات مع السكان المحليين، ما جعل المحافظة تشهد حركة عيد فعلية في الشوارع والحدائق والأسواق، إلى جانب مشاركة الجيران في صنع حلوى العيد وتبادل الزيارات القصيرة للمباركة بعيد الفطر.
على الصعيد الاقتصادي
وإلى جانب الحركة الاجتماعية، شهدت المدينة حالة اقتصادية جديدة ناتجة عن حركة عيد الفطر، وتوجه الوافدون الجدد إلى شراء حاجات العيد، ما أدى إلى حالة انتعاش واضحة وموسم ازدحام في السوق لتجار الألبسة والمواد الغذائية.
ويقول أحد العاملين في محلات “خضير” لتجارة المواد الغذائية، طلب عدم ذكر اسمه، لعنب بلدي، إن الموسم الفعال كان خلال عيد الأضحى، لكن بعد ظهور حالة عيد الفطر أصبح لدى التجار موسمان في السنة ينعشان حركة التجارة.
وأكد أن الطلب ازداد على الطحين والسكر والمواد الأولية لصناعة الحلوى المنزلية، إضافة إلى أنواع الشوكولا و”الكراميل” التي تعتبر من الأنواع اللازمة لضيافة العيد، إلى جانب زيادة حركة الأطفال في المنتزهات وأماكن اللعب والترفيه، إذ يتشارك الأطفال من مختلف البيئات فرحة هذا العيد دون أي حسابات أو نعرات طائفية أو نزاعات نجحت السويداء إلى حد ما بتجنبها في ظل وضع معقد تعيشه سوريا.