“حبل”.. انتقدوه قبل نصف قرن وأعادوا عرضه الآن

  • 2018/06/17
  • 12:26 ص

تدور أحداث فيلم “Rope” حول جريمة يقتل فيها براندون وفيليب، وهما طالبان شاذان، صديقهما دايفيد البالغ من العمر 14 عامًا لاعتقادهما أنهما ذكيان ويمكنهما النجاة بفعلتهما، ويبرهنان من خلالها أنهما يستطيعان تنفيذ جريمة كاملة.

يخنق الصديقان دافيد بحبل، ويضعان جثته في تابوت، ويقيمان حفلة صغيرة فوق جثته بنزعة سادية ساخرة ويضعان فوق التابوت زجاجات من الخمر وعشاءهما والشموع.

ويقيم الصديقان حفلة بشقتهما الواقعة في مدينة نيويورك الأمريكية بعد ارتكاب جريمتهما، ويدعوان والد دايفيد وخطيبته وعمته وأحد أصدقاء دايفيد القدامى.

يحاول مخرج الفيلم، ألفريد هيتشكوك، نقاش الأحداث المتصاعدة بحوارات فلسفية واستعراض بعض النظريات المعادية للوجودية، إضافة لنظريات أخرى تناقش أهمية الفرد بالمجتمع، وتعتبر المجتمع موجودًا ليقدم أفرادًا مميزين، وهي النظرية التي استندت عليها الشخصيتان في قتل صديقهما الأقل منهما شأنًا على الصعيدين الاجتماعي والمادي كمبرر.

يحاول هيتشكوك بشكل دائم إيجاد المبررات الفلسفية لخلق حواره لدى الشخصيات في عمله ما بين القاتلين وبين الصديق المقرب لدايفيد (الضحية).

يعتبر الفيلم نموذجًا لأفلام ألفريد هيتشكوك من خلال أهمية اختيار اللقطات والعنوان والحوار على اعتبارها عناصر فاعلة، إذ ترى بشكل مستمر أحد الشابين يتباهى بحمل الحبل الذي استخدم في الجريمة تأكيدًا على تفوقه على أقرانه.

ويستند العمل إلى سيناريو للكاتبين آرثر لورينتز وبين هيكت، اللذين بنيا قصتهما على اقتباس قام به الكاتب هيوم كرونين لمسرحية تحمل العنوان ذاته صدرت عام 1929، من تأليف باتريك هاميلتون، فيما تستند مسرحيته إلى أحداث حقيقية وقعت عام 1924 تتعلق بطالبين في جامعة شيكاغو الأمريكية، قتلا زميلهما.

على الرغم من الإعجاب الكبير الذي لاقاه الفيلم لدى متابعي السينما في السنوات الأخيرة، لقي انتقادات كثيرة حين صدورة عام 1948 وخاصة فيما يتعلق بوجود إيحاءات حول علاقة مثلية بين منفذي تلك الجريمة، ومنع من العرض في أكثر من مدينة أمريكية.

ولكن بعد مرور 30 عامًا على إنتاجه أعيد عرض الفيلم في دور السينما الأمريكية بعد وفاة المخرج، وحقق نجاحًا وتقديرًا كبيرين، كما هو الحال في الكثير من الأفلام الكلاسيكية التي لاقت إشادات بعد مرور سنوات عديدة على صدورها.

فيلم “Rope” هو أول أفلام ألفريد هيتشكوك الملونة، وتم تصويره في مكان واحد، وتدور أحداثه داخل شقة مكونة من عدة غرف، خاض من خلاله المخرج تجربة جديدة كان سباقًا بها، وهي المشهد الواحد في تشويق مرتب ضمن مكان ضيق، والتي لم تتكرر بعده.

مدة الفيلم 80 دقيقة، وصدر عام 1948 وهو من إنتاج سيدني برينستين وألفريد هيتشكوك وحاز على تقيم 8.00 على موقع (IMDB).

مقالات متعلقة

أفلام ومسلسلات

المزيد من أفلام ومسلسلات