مؤتمر أصدقاء الشعب السوري… الحل بأيدي السوريين
بعد طول نقاشٍ وجدلٍ تمخضت النسخة الثالثة من مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 6 تموز والتي انعقدت بحضور ممثلين عن أكثر من 80 دولة تمخضت عن التأكيد على ضرورة رحيل بشار الأسد!!! وتوسيع نطاق العقوبات على نظامه وكذلك توثيق جرائم النظام السوري ورفعها أمام محكمة الجنايات الدولية، كما دعا المؤتمر إلى اتخاذ جملة من التدابير بشأن سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
إلا أن هذه القرارات والنتائج لم تقارب مستوى طموحات الشعب السوري الذي حضر أحدُ رموزه -خالد أبو صلاح- المؤتمر إلى جانب ممثلي المجلس الوطني السوري وسواهم. فالشعب السوري طالب بإجراءاتٍ فعليةٍ توقف القتل وإراقة الدماء الذي يمارسه بشار الأسد ونظامه وليس بإصدار بيانات فحسب، فقد اكتفى الشعب من بيانات التضامن والتعاطف كما اعتادت آذان النظام على بيانات الشجب والتنديد. لقد كانت مطالب السوريين واضحةً ومعلنةً بتسليح الجيش السوري الحر وبإقامة مناطق عازلةٍ وممراتٍ آمنةٍ وضمان وقف القصف على المدن السورية، إلا أن الجميع تحدث عن حلٍ سياسيٍ للأزمة السورية وتعالت الأصوات بدعوة ضباط جيش النظام إلى الإنشقاق والتوقف عن القتل!! الأمر الذي يعكس موقفًا دوليًا أنه ليس ثمة قرارًا بالتدخل في سوريا أو دعم الثورة السورية في وجه الطاغية، وإنما القرار هو ترك الأمور على ما هي عليه حتى يتداعى النظام من الداخل.
ويمكن تسجيل النقاط والمشاهدات التالية حول المؤتمر:
كان من اللافت غياب المبعوث الأممي-العربي كوفي عنان الأمر الذي يثير التساؤلات والريبة حول مدى صداقة عنان وخطته للشعب السوري، إذ لوحظ تصعيد النظام لحملاته القمعية ومجازره الوحشية منذ دخول خطة عنان حيز التنفيذ.
كانت روسيا الحاضر الغائب في هذا المؤتمر. فرغم عدم حضور وفد روسي إلى المؤتمر إلا أن الموقف الروسي كان محط أنظار الجميع، فروسيا بدعمها للأسد وبإمداده بكل أنواع السلاح تدفع بالوضع في سوريا نحو مزيد من التصعيد والتوتر والفوضى، فكان التحذير لروسيا من مغبة استمرار دعم الأسد وبأنها ستدفع الثمن وحدها.
عبّر المؤتمر عن يأس المجتمع الدولي من بشار الأسد ومن إمكانية خضوعه للقوانين الدولية ووقف حمام الدم الذي يشتد يومًا تلو الآخر. فهو يقف على «رجلين من قصب» في مواجهة المجتمع الدولي منفوخًا بالدعم الروسي-الإيراني فهو الزبون الأكبر والأهم والأكثر سذاجة لسوق السلاح الروسي شبه الكاسد، كما أنه الامتداد العقائدي والإيديولوجي لإيران في المنطقة.
وبين ردود الفعل الدولية، يبقى الشعب السوري الأدرى بشعاب بلده وهو الأقدر على قيادة الدفة، فالأمور داخليًا تسارعت بفضل العمل الثوري الذي تركز في الآونة الأخيرة واكتسب نقلة نوعية وصلت إلى قلب العاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :