عنب بلدي – العدد 146 – الأحد 7/12/2014
الملفت في الأمر أن جبهة النصرة، أعلنت بعد ساعات قليلة إعدام الجندي اللبناني المحتجز لديها علي البزال، مهددةً بقتل جندي آخر، ما لم تتوقف السلطات اللبنانية عن اعتقال الفتيات والنساء. لتشتعل شوارع لبنان مرة أخرى، أمام «زعران» حزب الله وآخرين من أهالي المخطوفين، الذين استثمروا الحدث للتضييق على اللاجئين السوريين وإهانتهم أو ضرب حاضنتهم في عرسال وغيرها، في صورة طبق الأصل عن إعدام الجندي محمد حمية، أيلول الماضي.
ربما ستقوم النصرة بإعدام جنديٍ آخر قريبًا، ردًا على ممارسات هؤلاء، لتزيد الموقف احتقانًا يدفع ثمنه اللاجئون العزل المجردون من أدنى حقوقهم. كما ستتابع السلطات اللبنانية التضييق عليهم واعتقالهم وتسليمهم للأسد أو ترحيلهم خارج البلاد، إن كانوا على علاقة بـ «القاعدة» و»الدولة» أو أنهم مواطنون عاديون، لا فرق في ذلك طالما أن شماعة الإرهاب جاهزة دومًا، إذا تجاهلنا «إرهاب» حزب الله في سوريا ولبنان. الجانبان يتحملان المسؤولية في تأجيج الصراع وتأصيله مذهبيًا وطائفيًا، تصديقًا لمقولة الجولاني في تشرين الثاني الماضي «المعركة في لبنان ضد حزب الله، لم تبدأ بعد». نعم يبدو أن المعركة قادمة قريبًا، لكن هل لدى النصرة، اعتبارات لمليون ونصف المليون لاجئ أغلبهم في مخيمات تحولت إلى مستنقعات مع بداية الشتاء، وهل لدى الجيش اللبناني وحزب الله رديفه في المعركة، أي إدراك بأن خطوات مجنونة كهذه ستدخل لبنان في حرب تعيد للأذهان 16 عامًا من القتل والدماء.
هيئة التحرير