عنب بلدي – العدد 146 – الأحد 7/12/2014
اقتحم تنظيم «الدولة الإسلامية» فجر أمس السبت أسوار مطار دير الزور العسكري، ونقل المعارك إلى داخله بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد، أسفرت عن العديد من القتلى بين الطرفين، في حين استخدم الأسد الغاز السام على تخوم المطار في محاولة لإيقاف التقدم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت، إن «عناصر تنظيم الدولة اقتحموا فجرًا مطار دير الزور العسكري وتقدموا في أجزاء منه، حيث تدور معارك عنيفة بينهم وبين القوات النظامية داخل المطار».
وكان التنظيم تقدم ليلة أمس في منطقة الجبل المطل على مدينة دير الزور والمطار مسيطرًا على أسلحة ثقيلة، لكنه اضطر صباح أمس للتراجع تحت وطأة القصف العنيف من قبل طيران الأسد ومدفعيته.
ويعتبر الجبل ثكنة عسكرية منذ عامين، حيث نصبت عليه قوات الأسد مدافع ثقيلة لقصف المناطق الخارجة عن سيطرتها، في المدينة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأسد «استخدمت غاز الكلور، السبت ضد مسلحي تنظيم داعش»، مضيفًا أن «القصف الجوي المكثف واستخدام غاز الكلور من جانب قوات الأسد، قد أرغما الجهاديين على وقف زحفهم إلى مطار دير الزور العسكري»، مؤكدًا أن حالات اختناق وقعت بين مقاتلي التنظيم.
وكان التنظيم بدأ ليلة الأربعاء معركة تهدف للسيطرة على المطار، بتفجير عربتين مفخختين، على البوابة الرئيسية للمطار، وفي قرية الجفرة الواقعة شمال المطار.
وتكمن أهمية المطار، كونه القطعة العسكرية الأكبر المتبقية للنظام في المنطقة الشرقية، ومنه ينطلق الطيران الحربي لقصف الأحياء السكنية في دير الزور، كما تدار العمليات العسكرية في المنطقة.
إلى ذلك، سيطر عناصر التنظيم خلال المعارك على بناء المسمكة ومحطة المياه المجاورة، التي تعتبر من أهم نقاط الدفاع عن المطار.
وأفاد الناشط أبو البراء الشرقي، عضو «حملة دير الزور تحت النار»، أن قوات الأسد استطاعت إحراز تقدم في منطقة حويجة صكر الاستراتيجية، وذلك بعد سلسلة من المعارك الأخيرة في المنطقة، التي تعتبر البوابة الشمالية والمعبر الآمن للدخول إلى الأحياء المحررة في المدينة.
وأضاف في حديث لعنب بلدي أن خسائر النظام خلال أول يومين من المعارك بلغت 70 قتيلًا، في حين كانت خسائر تنظيم الدولة والفصائل المحلية التي تقاتل إلى جانبه أكثر من 25 قتيلًا بينهم اثنين من الجنسية الليبية بعمليات تفجير.
بدورها تقوم قوات الأسد بنشر صورٍ لقتلى التنظيم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنشرها في أحياء المدينة التي ما زالت تحت سيطرتها، مؤكدة أنها تمكنت من «دحر مقاتلي التنظيم»، في حين تنفي المواقع الموالية لـ «الدولة» أي تراجع لمقاتليها على تخوم المطار.
كما نشر إعلام «ولاية الخير» التابع للدولة، تسجيلًا مصورًا يظهر جنودًا للأسد اعتقلوا على تخوم المطار، وقد ذبح أحدهم، الذي ينتمي لحي الميدان الدمشقي في منطقة الجفرة.
يذكر أن سيطرة «الدولة» على مطار دير الزور العسكري، تعني إنهاء وجود النظام في المنطقة الشرقية لسوريا بشكل كبير، وقطع خطوط الإمداد على الميليشيات الشيعية القادمة من العراق بحسب المواقع الإعلامية للتنظيم.