ناشطو دير الزور… المتضرر الأكبر على أيدي تنظيم الدولة

  • 2014/12/07
  • 8:54 م

محمد حسان – دير الزور

انتهج تنظيم «الدولة الاسلامية» سياسة منع مزاولة النشاط الإعلامي والإغاثي في المناطق التي يسيطر عليها، وجعل هذا النشاط حكرًا على إعلاميي التنظيم لتجييره لصالحه، في حين لاحق الإعلاميين الذين عرفوا بفضحهم للانتهاكات التي يمارسها بحق الأهالي والمدنيين.

وبعد سيطرة تنظيم «الدولة» على مناطق واسعة من دير الزور أواخر تموز الماضي، اضطر عددٌ من الناشطون من أبناء المحافظة للهرب خارجها متجهين نحو مناطق سيطرة الجيش الحر أو إلى دول الجوار وخاصة تركيا، خوفًا من «بطش التنظيم والاعتقال».

حملة «دير الزور تحت النار»، التي تعنى بنقل أخبار المحافظة، زودت عنب بلدي بإحصائية تبين فيها أعداد الناشطين المهجرين والمعتقلين، والذين قتلوا على يد كل من تنظيم «الدولة» أو نظام الأسد، وخاصة بقطاعي الإعلام والإغاثة على وجه التحديد.

وتشير الإحصائية أن عدد الناشطين (إعلاميين وإغاثيين) ممن تضرروا من المحافظة ابتداءً بنظام الأسد وانتهاءً بتنظيم الدولة، وصل إلى157 ناشطًا موثقين بالأسماء والبيانات الشخصية، إذ بلغ عدد المصابين 6 ناشطين أما الشهداء فيزيد عددهم عن 40 شهيدًا و10 معتقلين، إضافة إلى أكثر من 100 مهجر إما تحت التهديد أو خوفًا من الانتقام من قبل التنظيم.

منسقو الحملة أشاروا إلى أن هذه الإحصائية مفتوحة وليست نهائية لأسباب تتعلق بصعوبة التواصل بين الإعلاميين ومراكز البحوث والتوثيق، بسبب سوء الأوضاع الأمنية وتكتم تنظيم الدولة ونظام الأسد على مصير الكثير من الناشطين المعتقلين لدى الطرفين.

وقد وضع التهجير الناشطين أمام أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة بسبب غلاء المعيشة خارج ديارهم، إضافة إلى التبعات الاجتماعية لذلك التهجير من بعد عن الأهل والديار.

محمد الخليف مراسل شبكة شام بدير الزور تحدث لعنب بلدي عن أسباب خروجه من المدينة والظروف المعيشية والاجتماعية التي يمر بها بقوله «بقيت لأكثر من شهر كامل أعيش خارج منزلي متخفيًا في دير الزور بعد سيطرة التنظيم على جميع المناطق المحررة فيها»،

لكنه أردف «وبعد أن تلقيت ضمانات على سلامة حياتي، مقابل تسليمي جميع معداتي للتنظيم وتعهدي بعدم العودة لمزاولة العمل الإعلامي، عدت إلى دير الزور مدة قصيرة ثم خرجت إلى تركيا، تخوفًا من تصفيتي من قبل التنظيم، المعروف بغدره وعدم استئمان جانبه»، وفق تعبير الخليف.

وأشار إلى أن جميع الناشطين المهجرين يعيشون أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب «تخلي الجهات الإعلامية والرسمية المعارضة أو التي كانوا يعملون لصالحها عنهم، وعدم معالجة مشاكلهم من قبل الحكومة المؤقتة رغم النداءات المستمرة، فهم بلا مأوى ولا عمل يحقق لهم حياة كريمة خارج بلدهم ويحفظهم من شر التشرد والسؤال».

يذكر أن ناشطين من الرقة وريف حلب الشرقي تعرضوا أيضًا لضغوط أمنية من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي أدى إلى نزوح عدد كبير منهم عن مناطقهم، في حين لايزال مصير ناشطين آخرين مجهولًا حتى اللحظة في سجون الأسد وأقبية مخابراته.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا