حسام الجبلاوي – ريف اللادقية
غاب ريف اللاذقية منذ عدة أشهر عن المشهد الإعلامي والعسكري بعد فتور المعارك في المنطقة، لتبدأ منذ مدة محاولات جديدة من مقاتلي الريف لتوحيد جهودهم وتنظيمها؛ وقد أثمرت هذه المحاولات بوضع اللمسات الأخيرة لاندماج 7 فصائل في كيان موحد أطلق عليها «جبهة أنصار الساحل»، التي لم يعلن عنها بشكل رسمي بعد.
ويأتي التشكيل بعد مضي أكثر من شهر على اندماج ثلاثة ألوية ضمن الفرقة الساحلية الأولى، فهل تنعكس نتائج هذا التوحد على الأرض؟ أم لا تعدو كونها «موضة» إعلامية تعود للجبل لتنسيق الدعم المادي فقط دون أي توحد فعلي على الأرض؟
عنب بلدي توجهت بهذه التساؤلات إلى فراس الحجة، مسؤول العلاقات الخارجية في «جبهة أنصار الساحل»، والذي أكد أن هذا التوحد جاء «بعد تجربتنا في القطاع الساحلي، إذ تولدت لدينا القناعة الكاملة بضرورة تنظيم العمل العسكري المسلّح على شكل مؤسساتي، والاعتماد على الخبرات العسكرية والثورية التي لها خبرة فعلية في قيادة العمل العسكري والمدني».
لذلك «أثمرت الجهود قبل أيام بانصهار 7 فصائل وهي لواء الفتح المبين، لواء أنصار الساحل، كتائب الفاروق، كتائب الهجرة الى الله، كتائب المجد لله، تجمع عباد الرحمن، لواء الصديق، ضمن كيان واحد بمسمى جبهة أنصار الساحل، بقيادة العقيد محمد عواد»، وفق ما نقله الحجة.
وأشار الحجة إلى تشكيل مجلس شورى للفصيل، يضم أصحاب الكفاءات والاختصاصات من الأسماء المعروفة في الساحل، مهمته تقديم الشورى والدعم للجبهة بحيث يحدد المجلس عمل القادة ورؤساء المكاتب ويراقب العمل، كما يضم مكاتب لتنسيق العمل المدني والعسكري، في حين نفى الحجة أن يكون هذا التجمع موجهًا ضد أحد، مؤكدًا أن العدو الأول والأخير للفصيل سيكون النظام السوري فقط.
ووعد الحجة بأن الفصيل الجديد سيكون على قدر عال من التنظيم والعمل المؤسساتي، ويضم عددًا من الضباط المنشقين والأطباء، وعددًا من شخصيات ريف اللاذقية المعروفة.
وعن سبب غياب العمليات العسكرية والمعارك في الساحل بعد الانسحاب من كسب تموز المنصرم، أرجع المسؤول السبب إلى «تشتت الجهود وضعف الإمكانيات والدعم المقدم لجبهة الساحل، تحديدًا، مشيرًا إلى إصرار البعض -دون تسميته- على إبقاء الجبهة باردة».
وكانت ثلاث فصائل وهي لواء العاديات، اللواء الأول في الساحل، ولواء العاصفة، أعلنت منذ أكثر من شهر توحدها تحت مسمى «الفرقة الساحلية الأولى» بقيادة النقيب محمد الحاج علي، ودعا بيان التشكيل جميع فصائل الساحل «للتوحد والبدء بمعارك التحرير».
يذكر أن ريف اللاذقية لم يشهد كغيره من الجبهات تنظيمًا للعمل العسكري ووجودًا لغرف عمليات منظمة وفاعلة، وهو ما ظهر فعليًا أثناء معركة كسب الأخيرة وما بعدها عندما تبادلت الكتائب الاتهامات فيما بينها عن أسباب الانسحاب، وذلك بعد خسارة قوات المعارضة حينها، لجميع النقاط التي سيطرت عليها في معركة الأنفال قبل حوالي 6 أشهر من اليوم.