جمال ابراهيم – درعا
لا تزال قوات النظام تحاول استعادة مدينة الشيخ مسكين، حيث ركز الطيران غاراته على المنطقة الغربية في الأسبوعين الماضيين، ونفذت الطائرات أكثر من خمسين طلعة جوية، بين مروحي وحربي، كما نفذ الطيران الحربي خمس عشرة غارة وألقى الطيران المروحي 21 برميلًا نالت منهم مدينة الشيخ مسكين النصيب الأكبر. واستهدفت مدينة داعل بـ 21 برميلًا راح ضحيتها طفلة ورجل، وأحدثت دمارًا كبيرًا في المنطقة. كما استهدفت بلدة إبطع بثمانية براميل راح ضحيتها خمسة أفراد من عائلة واحدة وفي إنخل أودت البراميل بحياة ستة أشخاص من بينهم جثة لم يتم التعرف عليها إلى الآن ليصل عدد شهداء مدينة درعا إلى تسعة عشر شهيدًا خلال أسبوع واحد نتيجة قصف الطيران.
وتأتي هذه العمليات المكثفة للنظام بعد خسارته عددًا كبيرًا من النقاط العسكرية في الريف الغربي من محافظة درعا أهمها تل حمد الاستراتيجي وتل الهش والطريق الواصل بين نوى-الشيخ مسكين بالإضافة إلى معظم أحياء مدينه الشيخ مسكين. حيث أطلق النظام معركةً لاستعادة المدينة نظرًا لأهمية المنطقة وقربها من أوتوستراد درعا-دمشق، ويعتبر خط الإمداد الوحيد المتبقي للنظام إلى درعا والمنطقة الشرقية منها فأرسل حشودًا مدعمةً بعدد كبير من الآليات ترافقها عناصر من حزب الله ومقاتلين إيرانيين ولجان شعبية، إذ استطاعت قوات النظام الأسبوع الماضي التقدم في الحي الشرقي والتوغل فيه واستعادة السيطرة بعد تمهيد بقصف مدفعي عنيف ترافق بقصف جوي على عدد من النقاط التي تتمركز بها قوات المعارضة.
من جهتها، استطاعت قوات المعارضة في اليوم التالي إعادة ضبط صفوفها بعد معارك عنيفة استعادت من خلالها السيطرة على الحي واقتحمت الحي من الجهة الغربية ومن جهة اللواء 82 ومحور الدوار ومحور طريق قرفة. كما توجد محاولات لاقتحام مساكن الضباط. وفي تصريح لأبي زيد أحد عناصر جبهة النصرة، المقاتلين في المنطقة، أكد أن النظام حاول جاهدًا استعادة السيطرة على المدينة نظرًا لأهميتها الاستراتيجية في المنطقة حيث استخدم في الاقتحام ما يقارب سبع دبابات وعربات شيلكا من عدة محاور إلا أن المجاهدين استطاعوا صد الهجوم من كافة المحاور وقتلوا حوالي ثلاثة وثلاثين عنصرًا من قوات النظام كما تمكنوا من عطب عربة شيلكا ودبابتين وعربة «بي ام بي» التي استخدمها النظام في المعارك لقدرتها التدميرية الهائلة إذ يمكن لقذيفتها تدمير منزل بالكامل ويطلق عليها اسم الفيل والتي استخدمت سابقًا في الغوطة الشرقية.