عبد الله الدردري.. بورتريه

  • 2014/12/07
  • 8:21 م

عبد الله الدردري

زبدية صيني: يرن من دون نقر حتى، إسلامي وقت الضرورة، بعثي وقت اللزوم، اشتراكي وقت الحاجة، ليبرالي بعد الألفين، بلا شخصية أغلب الأوقات، محافظ اجتماعياً، منفتح اقتصادياً، ملتزم بالصلوات الخمس والشفع والوتر، يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب الرزقة، يصلح ككبش فداء ورئيس حكومة انتقالية.

دينه الحقيقي في جيبه الخلفية إن كان يرتدي الجينز، وجيب السترة إن كان يرتدي بدلة سموكن. لا يحب أن يُخالف ولا أن يُعرف، يعرف من أين تؤكل الكتف وكيف تورد الإبل وكيف تؤكل كتف الإبل وكيف تُمتطى الفرس وكيف يُمتطى كفرس. يمشي على أي حبل أفضل من لاعبة سيرك، لا يحتاج شبكة تحته، إن هوى فسيطير إلى الإسكوا.

يختصر النجاح بكلمة واحدة: الحربقة.. بالنسبة له: الموقف غباء، اللا موقف شطارة. ابن سوق اجتماعي، ترباية البزورية، حسابه في البنك الدولي، لا يملك عصا سحرية، لكنه يملك مفتاح صندوق النقد، رخاؤه الاقتصادي لا يرتبط بالسلم الأهلي والعدالة الاجتماعية، كلما ضاقت المدينة اتسعت غرفته. مقاطع «طريفة» من سيرة حياته سيكتبها يوماً سامي مبيض. تلميذه النجيب باسل كغدو.

صديق باسل الأسد في اللاييك، موظف لدى بشار الأسد في الرئاسة، مستشار كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، مقرب من بان كي مون في كوريا الجنوبية، مثله الأعلى مارغريت تاتشر، سياسيّه المفضل نيكيتا خروتشوف، خير جليسه الكتاب الأخضر، معجب بحركة عدم الانحياز، متأثر بالشيخ النابلسي. أكثر ما يحب في سوريا، إن كان يحب فيها شيئاً، إسلامها الوسطي وأطرافها سهلة التهميش. منفتح على الجيل الشاب، محسوب على الحمائم، مغرم بالصقور، يحب حركة الخضر، تعولم مبكراً، هويته الأصلية لم تندثر.

يهوى لعب الأدوار، في النظام له دور، في مستهل الحرب له دور، في المستقبل له دور، إن بقي النظام له دور، إن طار النظام له دور، إن استمرت الحرب له دور، في التقسيم له دور، في بلد موحدة له دور، مع بداية الدمار تفرغ لملف إعادة الإعمار فقلبه الصغير لا يتحمل. يعشق في هاملت تردده ويكره موته المبكر، ويستغرب لماذا سعى للانتقام من قاتل أبيه.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي