هل يعتبر “حي برزة” نموذجًا ناجحًا للهدن
عنب بلدي – العدد 146 – الأحد 7/12/2014
سامي الحموي
مر عام تقريبًا على هدنة حي برزة الدمشقي، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة وخاضت فيه معارك عنيفة ضد قوات الأسد، ولطالما استخدم الأخير “هدنة برزة” كنموذج ناجح ومثال يحتذى به للهدن التي يحاول تسويقها في المدن والبلدات السورية التي تشهد مفاوضات بهذا الخصوص، كحال قرى وادي بردى أو حي الوعر المحاصر في حمص.
عنب بلدي حاولت تسليط الضوء على واقع حي برزة اليوم، إذ يعتبر عدنان الدمشقي وهو عضو تنسيقية برزة أن “النظام لم يطبق بنود الهدنة، وأنها لم تنجح في حي برزة عكس ما يشاع حاليًا”، مؤكدًا أن الهدنة التي أبرمت بتاريخ 25 كانون الثاني من العام الجاري شملت “وقف إطلاق النار بين الطرفين، وانسحاب الجيش النظامي من كل أراضي برزة، وتنظيف الطرقات تمهيدًا لفتحها أمام المدنيين، كذلك إطلاق سراح معتقلي الحي من سجون النظام، وجعل المراكز التي تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية مراكز مدنية لا وجود للجيش فيها”.
كما تم الاتفاق على إعادة الخدمات إلى الحي وإصلاح البنى التحتية تمهيدًا لعودة المدنيين، وفتح الطرقات الرئيسية مع وضع حواجز على الشارع العام، إضافة إلى أن الجيش الحر هو من يسيّر أمور المنطقة بشكل كامل ولن يسلّم أي عنصر أو أي سلاح فيها، بحسب عضو تنسيقية برزة.
ونوه الدمشقي إلى أن “النظام حتى هذه اللحظة لم يلتزم ببنود الهدنة، ويقوم بالضغط على أهالي الحي بمنع إدخال سيارات الأغذية واعتقال الشباب وتفتيش حقائب النساء، وفي حال سمح الحاجز بإدخال سيارة أغذية يقوم بأخذ مبلغ من المال لإدخال السيارة”.
وفي معرض رده على اتهامات تتناقلها بعض الصفحات والمواقع حول خضوع الجيش الحر في برزة وقبوله بحكم الأسد، نوّه أبو فارس الدمشقي وهو أحد قياديي الجيش الحر في الحي إلى أن “من يتهم ثوار برزة بالخنوع فهو بعيد كل البعد عن أرض الواقع، فالمتابع يعلم أن قوات الأسد هي التي تخنع لثوار برزة والدليل على ذلك اعتراف النظام بالجيش الحر، وقبوله به كمنافس على الأرض بعد أن كان يطلق عليهم مصطلح العصابات المسلحة”.
وتابع أبو فارس في حديثه لعنب بلدي “إن مرور سيارات وعناصر الجيش الحر من أمام النظام وعلى محورين رئيسين كطريق مشفى تشرين وطريق التل، يدل على أن النظام هو من استكان في برزة”.
ويعتبر حي برزة ذو موقع استراتيجي وحساس في العاصمة دمشق، لاقترابه من حيي تشرين وعش الورور الذين يقطنهما موالون للأسد، وخاضت المعارضة المسلحة فيه أكبر جبهات دمشق قبل عام ونصف دون أن تتمكن قوات الأسد من السيطرة عليه، واعتبر أبو فارس أن “النظام يضرب مثال برزة كرسالة إلى المناطق الثائرة، أن أكثر المناطق حساسية قد نجح بإقامة هدنة فيها وهذا ما يراه نصرًا”.
وختم أبو فارس حديثه “أعتقد أن هذه الهدنة هي مرحلة من مراحل هذه الثورة والنظام معروف بغدره… هناك مستفيدون من الحرب، ومن المؤكد عودة المعارك إلى هذا الحي ولو طال أمد الهدنة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :