صائم.. لا تفطر على سيجارة
د. أكرم خولاني
واحدة من فوائد الصيام هي تعويد الإنسان على الصبر، ولكن يجب ألا يقتصر الصبر على فترة الصوم من الفجر حتى المغرب، وإنما على الصائم أن يبقى مسيطرًا على رغباته في أثناء فترة الإفطار أيضًا، وهذا ما لا نشاهده عند معظم المدخنين، إذ إن الكثيرين منهم يفطرون على تدخين سيجارة، وكلهم تقريبًا يدخنون فور انتهائهم من تناول طعام الإفطار، وهذا له الكثير من الأضرار الصحية:
فتدخين السجائر مباشرة بعد الإفطار يعرض المدخن لحالة من الدوخة ورعشة الجسم وخاصة في الأقدام، كما أن التدخين بعد ساعات انقطاع طويلة يستثير آليات الدفاع في الجسم، مما يلحق ضررًا كبيرًا بجدران الأوعية الدموية، وهذا يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
ويبرر المدخن إسراعه إلى تدخين سيجارة فور الإفطار بأن انقطاعه عن التدخين لساعات طويلة يؤدي إلى إصابته بالتوتر والعصبية، وليس من الحكمة أن يزيد من الضغط على نفسه بالامتناع عن التدخين بعد الإفطار أيضًا، والحقيقة أن جميع الصائمين، سواء كانوا مدخنين أو غير مدخنين، يعانون من درجة من التوتر والعصبية في نهار رمضان، لكن نسبة هذه الأعراض في المدخنين أكبر، لذا فإن الاستمرار في التدخين يعني أن معاناة المدخن سوف تكون أكبر من الآخرين وليس أقل.
وتشير الدراسات إلى أن الأيام الأولى في الصيام هي الأصعب على المدخن، إذ إن الجسم يكون غير مستعد بعد بشكل كافٍ لمواجهة ضغط الطاقة الناتج عن الصيام، ولكن بمرور الأسبوع الأول تبدأ الأمور في التحسن عندما تنتظم آليات الجسم لتعويض الطاقة، وهذا يعني أنه إذا استطاع المدخن أن يستمر بعدم ممارسة التدخين حتى بعد الإفطار من بداية شهر رمضان فإنه سيستطيع الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي خلال هذا الشهر.
وينصح الصائم الذي ينوي الإقلاع عن التدخين بشرب الكثير من الماء والعصائر بعد الإفطار، وممارسة التمارين الرياضية، وإشغال نفسه بنشاطات أخرى بالزيارات والعبادات، مع الانتباه للابتعاد عن مجالسة المدخنين، فالجلوس مع مدخنين آخرين أو في المقاهي سبب رئيسي في فشل الكثير من محاولات الإقلاع عن التدخين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :