بعد إطلاق حملة لجمع 64 مليون دولار..
الأمم المتحدة تستأنف تقديم المساعدات للاجئين السوريين
عنب بلدي – محمد حسام حلمي
«يؤسفنا إعلامكم أن برنامج الأغذية العالمي لم يتسلم بعد التمويل لشحن بطاقتكم الغذائية الزرقاء لشهر كانون الأول 2014، سوف نعلمكم عبر رسالة قصيرة لدى تلقينا التمويل لاستئناف المساعدة الغذائية»؛ على هذه الرسالة استيقظ اللاجئون السوريون صبيحة اليوم الأول من شهر كانون الأول في كل من لبنان والأردن ومصر وتركيا والعراق.
وعلّل البرنامج في بيانه الصادر بنفس اليوم سبب تعليقه لمشروع القسائم الغذائية، بعدم وفاء المانحين بالتزاماتهم وتراجع التمويل، ما يعني حرمان أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري في دول الجوار من المساعدات الغذائية.
وحذرت المديرة التنفيذية للبرنامج إرثارين كازين من «الآثار الإنسانية الكارثية» للقرار، بقولها «إن تعليق المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج ستكون كارثية بالنسبة لكثير من الأسر التي تعاني بالفعل، وسوف يعرض ذلك صحة وسلامة هؤلاء اللاجئين للخطر، ومن المحتمل أن يسبب مزيدًا من التوتر وعدم الاستقرار وانعدام الأمن في البلدان المضيفة المجاورة».
ولتجنب الكارثة الإنسانية أطلق البرنامج، يوم الأربعاء 3 كانون الأول، حملة طارئة لمدة 72 ساعة تهدف إلى جمع 64 مليون دولار لاستئناف توزيع القسائم لشهر كانون الأول، وقالت السيدة كازين « إن دولارًا واحدًا يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا.. ونحن نقول للناس: بالنسبة لكم إنه دولار واحد، ولكنه بالنسبة لهم طوق نجاة».
واستطاعت الحملة جمع 24.5 مليون دولار خلال الـ 24 ساعة الأولى من الحملة، ما دفع الأمم المتحدة لإعلان استئناف توزيع القسائم الغذائية، وإعطاء الأولوية لعدد من أفقر وأضعف الأسر، وخاصة النساء والأطفال.
ويطمح برنامج الأغذية العالمية أن تجني الحملة كامل المبلغ (64 مليون)، حتى يتمكن من مساعدة 1.7 مليون لاجئ سوري.
وقال مهند هادي، منسق الطوارئ الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لأزمة سوريا «النجاح في جمع ثلث المبلغ المطلوب في الـ 24 ساعة الأولى يبعث على الأمل»، وأضاف «يجب علينا أن نضمن ألا يجوع أي طفل هذا الشهر.. لا يجب أن يضطر برنامج الأغذية العالمي لأن يختار من بين الأطفال الذين يعانون من الجوع أيهم يحتاج إلى الطعام أكثر من الآخر».
وعن تأثير إيقاف القسائم، قال الدكتور أكرم خولاني، الذي يقدم خدمات طبية للاجئين السوريين في لبنان، لجريدة عنب بلدي «إن العديد من اللاجئين يقومون ببيع جزء من الأغذية المقدمة من الأمم المتحدة حتى يستطيعوا دفع أجرة البيت».
وأضاف «أصبحوا الآن مهددين بالخروج من بيوتهم بالإضافة للجوع، وبشكل خاص اللاجئين المقيمين في المخيمات، إذ تتراوح أجرة الخيمة في منطقة البقاع من 50 إلى 100 دولار».
بدورها أفادت السيدة أم يزن، المقيمة في القاهرة مع أولادها الأربعة وزوجها منذ أكثر من عام، أن رسالة وصلتها من الأمم المتحدة مفادها تخفيض قيمة القسيمة للشهر الحالي وليس إيقاف القسيمة، وأضافت «إذا توقفت القسيمة سيحرم الأولاد من الحليب واللحمة والفواكه، والأغذية ذات الفوائد الصحية».
يذكر أن برنامج الأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة أعلن نهاية شهر أيلول عن نيته تخفيض قيمة القسائم الغذائية للاجئين السوريين في دول الجوار ابتداءً من شهر تشرين الأول، وذلك بسبب انخفاض الدعم الذي تقدمه الدول وعدد من المنظمات الإنسانية، بنسبة تتراوح بين 19 إلى 53 بالمئة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :