عنب بلدي – العدد 146 – الأحد 7/12/2014
التعقل والأمل
الاقتصار على التعقل يقتل الأمل ويحول الإنسان إلى معاق أو معوِّق {قَد ْيَعْلَم ُاللَّه ُالْمُعَوِّقِين َمِنكُم ْوَالْقَائِلِين َلِإِخْوَانِهِم ْهَلُم َّإِلَيْنَا ۖوَلَا يَأْتُون َالْبَأْس َإِلَّا قَلِيلًا } (سورة الأحزاب ،18). والأمل من دون تعقل يحول الأهداف إلى طيش وغرور. هو مزيج من الأمل والحكمة. الأمل يخرجك من سجن الحسابات وأغلال العقل، والحكمة ترسم الطريق وتضع العلامات وتحول الأحلام إلى أهداف.
سعادة في العبادة
لا يمكن أن يكون هناك في الدين شيء يسحب منك طاقتك أبداً ويعطيك مشاعر سلبية {مَا جَعَل َعَلَيْكُم ْفِي الدِّين ِمِن ْحَرَج} (سورة الحج ،78)، حتى مجرد إحساسك بشيء بسيط يضايقك، والضيق سحب طاقة من الجسم. إن لم تسعد بالدين أو بعبادة الله فاعلم أنك تعبد الله بشكل خاطئ.
فساد الإنجاز
لعلّ الإنجاز هو من أكثر الأمور المفسدة للشخص. رأيت الناس تعمل بجد وإخلاص كبيرين حتى إذا أثمر عملها احتكرت عملية إنتاج الثمار وإعطائها وكأنها علامة مسجلة له وحقوق طبع محفوظة لمؤسسته. لسان حاله يقول إنما أوتيته على جهد وعلم مني، لكنه هذه المرة مغطى بعباءة الإخلاص والعطاء والجهاد في سبيل الله. احتكار للجهاد للاحتفاظ بالمكانة والتميز! العاصم يكمن في هامش الأمان بين الواجب والإنجاز، إذا تأخر الإنجاز عن الواجب بقي القلب مكسورا ًمتواضعًا {يُؤْتُون َمَا آتَوا وَّقُلُوبُهُم ْوَجِلَة ٌأَنَّهُم ْإِلَى ٰرَبِّهِم ْرَاجِعُون} (سورة المؤمنون ،60). أما إذا كان الحال معكوسا ًحصل العجب والاستكثار والمن {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِر} (سورة المدثر ،6). تكون الواجبات متقدمة على الإنجازات بإبصار نعم الله عليك والنظر إليها كمسؤولية ستسأل عنها بتفصيل مخيف (عن كل قرش كما يقولون)، وإذا داهمك العجب والرغبة بالمن {فلِرَبِّك َفَاصْبِر} (سورة المدثر،7) {فَإِذَا نُقِر َفِي النَّاقُور * فَذَٰلِك َيَوْمَئِذ ٍيَوْم ٌعَسِير * عَلَى الْكَافِرِين َغَيْر ُيَسِير} (سورة المدثر،8 – 10).