عادة نستعرض في زاويتنا هذه كتابًا ما، لكن اليوم سنستعرض معكم كاتبة أثرت الأدب العربي المعاصر بكتابات مهمة، قبل أن توارى الثرى الأسبوع الفائت، إنها رضوى عاشور الكاتبة المصرية من مواليد 1946 زوجة مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
كتبت رضوى الرواية والقصة القصيرة بالإضافة للعديد من كتب النقد الأدبي، الطنطورية، فرج، أطياف، سراج، رأيت النخل، وثلاثية غرناطة، وتحتل هذه الأخيرة الصدارة من حيث الانتشار والتميز.
تدور أحداث الرواية -كما يبدو من اسمها- في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتبدأ أحداث الرواية تحديدًا في اليوم الذي وقع فيه «أبو عبد الله الصغير»، آخر ملوك غرناطة المعاهدة التي تنازل وفقها عن ملكه لملكي قشتالة وأراجون، في أجزائها الثلاث «غرناطة، مريمة، الرحيل».
وتتحدث الرواية عن الممارسات التي واجهها من اختار البقاء من العرب والمسلمين في الأندلس بعد سقوطها -إذ استمر التواجد العربي ما يزيد عن المئة عام بعد تسليم الأندلس- على لسان شخصيات رسمت بدقة.
تنقلك رضوى ببراعة إلى تلك الحقبة التاريخية، وتصف لك شوارع وأزقة الأندلس وحي البيازين بدقة وإبداع تتنسم معه شذا عطر الياسمين على جانبي الزقاق.
في ثلاثية غرناطة تقرأ عن جبروت المنتصر، وتعذيب المستبد، وضياع الهوية، التهجير والنزوح وضياع البلدان، ونزوات الحكام وجنونهم «المشكلة يا ولدي أن قادتنا كانوا أصغر منا، كنا أكبر وأعفى وأقدر ولكنهم كانوا القادة.. انكسروا فانكسرنا».
رواية تاريخية لم يفقدها الحس التاريخي جمال الأدب، ولم تفقدها اللغة الأدبية دقتها التاريخية الممتدة عبر مئة عام، مئة عام من العزلة لا تشبه تلك التي كتب عنها جابرييل غارسيا ماركيز.