توقع رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن تكون عودة “حزب الله” اللبناني من سوريا قريبة، وهو ما ستشهده الأيام المقبلة.
وفي مقابلة مع صحيفة “المدن” اللبنانية اليوم، الأحد 10 من حزيران، قال جعجع إن العودة لن يكون لها أي انعكاسات على الداخل اللبناني، و”حتى لو ادعى حزب الله الانتصار، فالواقع على الأرض معروف، وبالتالي لن يحصل على مكافآت”.
واعتقد أن يعود الحزب أكثر تواضعًا بعد ما جرى معه، مشيرًا إلى أنه يجري تحولًا مفصليًا في تاريخه من خلال دخوله في صلب المعادلة الداخلية بكل تفاصيلها، من طرح عناوين متعددة كمكافحة الفساد وغيرها.
ويتزامن حديث المسؤول اللبناني مع الحديث عن نية روسيا تحجيم دور “حزب الله” في سوريا، وإجباره على الخروج من جميع مواقعه في سوريا.
وفي خطاب له منذ يومين قال الأمين العام، حسن نصر الله إن حزبه دخل إلى سوريا لسببين، الأول إيمانه بأن ما يجري هناك “مؤامرة كونية تستهدف محور المقاومة”، أما الثاني كان بطلب وموافقة القيادة السورية، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنه ليس للحزب أي مشروع خاص في سوريا، التي يخرج منها بحالة واحدة فقط وهي بطلب من قيادة وحكومة النظام السوري.
وجاء حديث نصر الله بعد أيام من دخول قوات روسية إلى الشريط الحدودي اللبناني من جهة القصير بريف حمص الغربي، والحديث عن سحب “حزب الله” قواته من المنطقة وإحلال “الفرقة 11” في قوات الأسد عوضًا عنها.
واعتبر جعجع في سؤاله عن المرحلة المقبلة وإمكانية التطبيع مع النظام السوري أنه لم يعد هناك نظام في سوريا.
وقال “نحن نريد التطبيع وإصلاح العلاقة مع كل سوريا، وليس مع فئة واحدة من الشعب السوري. ومن يظنّ أن المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى، مستعدة للقبول ببقاء الأسد، فهو مخطئ تمامًا ولا يعرف حقيقة المواقف”.
ولا يمكن لأي طرف في العالم القبول بإعادة تعويم النظام، وبحسب جعجع “النظام انتهى ولا رجعة له، وما تبقى منه صورة فقط بسبب عدم وجود أي طرف بديل، ولكن أي حلّ سياسي سيقود إلى تغيير جذري”.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت، الجمعة الماضي، عن قائد عسكري، أن قوات روسية انتشرت قرب الحدود اللبنانية “بتصرف منفرد”، ودون تنسيق مع حلفاء النظام والقوات الرديفة له، ما جعل “حزب الله” يعارض الخطوة غير المنسقة، ويتم حلها عبر سيطرة عناصر من قوات الأسد من “الفرقة 11” على المواقع التي انتشر بها الروس.
وقال مسؤول عسكري ثان للوكالة إن “محور المقاومة يدرس الموقف بعد التحرك الروسي غير المنسق”.
–