عنب بلدي- خاص
عادت منطقة البادية السورية إلى واجهة الأحداث العسكرية من جديد، بمعركة أطلقتها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في بادية السويداء لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المناطق الجبلية والوعرة منها، والتي تحولت مؤخرًا إلى منطلق لهجماته على ريف المحافظة.
العملية العسكرية جاءت بصورة مفاجئة، وبدأت قوات الأسد باستقدام التعزيزات العسكرية إلى المنطقة بالتزامن مع الحشود التي وصلت إلى محيط محافظة درعا والقنيطرة، وتركزت بشكل أساسي بالفرقة 15 التي تعمل منذ سنوات في السويداء ومحيطها، بالإضافة إلى بعض الفرق التابعة لـ “الحرس الجمهوري”.
في الأيام الأولى من المعركة، التي بدأت في 7 من حزيران الحالي، لم تحرز قوات الأسد أي تقدم، رغم كثافة القصف الجوي والمدفعي على مواقع التنظيم، الذي فخخ ولغم الخطوط الأولى للاشتباك كخطوة أساسية اتبعها في معظم المناطق التي يسيطر عليها.
على ثلاثة محاور
ويسيطر تنظيم “الدولة” على مساحة 50% من بادية السويداء، ويتمركز مقاتلوه بشكل أساسي في المناطق الوعرة منها.
وكان النظام السوري نقل، في أيار الماضي، عناصر من التنظيم من جنوبي دمشق إلى محيط السويداء، ضمن الاتفاق غير الرسمي الذي توصل إليه الطرفان في مخيم اليرموك.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تتركز العمليات العسكرية في البادية في ثلاثة محاور، الأول من جهة تل الأصفر باتجاه خربة الأمباشي، ووصلت فيه قوات الأسد إلى منطقة سوح المجيدي بعد سيطرتها على مدرسة الأشرفية والرحبة.
بينما ينطلق المحور الثاني من جهة القصر- الساقية باتجاه خربة الأمباشي، وتقدمت قوات الأسد فيه شرقًا مسافة سبعة كيلومترات.
أما الثالث فمن جهة الزلف باتجاه تلول الصفا وتقدمت قوات الأسد فيها مسافة عشرة كيلومترات شمالًا.
ورغم تأكيد تقدم قوات الأسد على حساب تنظيم “الدولة” من جانب وسائل إعلام النظام، نفى الأخير الانسحاب من أي موقع له، معلنًا قتل عناصر من قوات الأسد بينهم ضباط وإعطاب آليات عسكرية.
ووفقًا لمصادر إعلامية من المنطقة، سيطرت قوات الأسد حتى الآن على مدرسة الأشرفية والرحبة من جهة خربة الأمباشي في أقصى ريف السويداء الشمالي الشرقي بعد مواجهات مع التنظيم.
وأوضحت المصادر لعنب بلدي أن تقدم قوات الأسد في المناطق المذكورة جاءت بعد انسحاب التنظيم منها دون قتال، والذي شن هجومًا معاكسًا استرجع فيه منطقة بئر العورة.
وتعتبر المناطق التي انسحب منها التنظيم “مفتوحة”، وبحسب المصادر زرع فيها الأخير ألغامًا وعبوات ناسفة أدت إلى مقتل عناصر قوات الأسد.
هدف غير معلن للمعارك
ويطرح التوقيت الذي جاءت فيه المعارك في بادية السويداء عدة تساؤلات، خاصة مع استحواذ محافظة درعا على كامل المشهد العسكري في الجنوب السوري، بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها قوات الأسد.
ورجحت مصادر عسكرية من درعا لعنب بلدي أن تكون التعزيزات العسكرية التي استقدمتها قوات الأسد إلى ريف السويداء منطلقًا للالتفاف على مواقع فصائل المعارضة في الريف الشرقي لدرعا، وخاصة على بصر الحرير، والتي تشكل السيطرة عليها عزلًا كاملًا لمنطقة اللجاة عن باقي مناطق المحافظة.
ورغم ذلك لم تستبعد المصادر أن تكون معارك قوات الأسد لإنهاء نفوذ التنظيم بشكل كامل من محيط السويداء، لتضمن تأمين الخاصرة الشرقية لها، بعد سلسة هجمات طالتها في السنوات الماضية.
ويشارك في المعارك من جانب قوات الأسد كل من “الفرقة التاسعة”، و”القوات الخاصة”، و”الفرقة 15” التي تقود العمليات بشكل أساسي.
وكان تنظيم “الدولة” سيطر على تل الصفا، الواقع على بعد 40 كيلومترًا من الحدود السورية- الأردنية، أواخر العام الماضي بعد انسحاب قوات الأسد منه.
ووصل إلى بادية السويداء عبر البادية السورية بعد انسحابها من مدينة البوكمال والمناطق المحيطة بها.