بين ضغط روسي ووعود تركية.. مدينة اللطامنة تنتظر مصيرها
ريف حماة – إياد أبو الجود
تعيش مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي على وقع قصف يومي من قوات النظام، تسبب بمقتل وجرح العشرات خلال الفترة الماضية، وحوّل الأراضي الزراعية إلى مساحات محروقة غير صالحة للاستثمار.
ورغم وجود النقطة العسكرية التركية شرق مدينة مورك، والتي عول عليها المدنيون في ريف حماة الشمالي لتخفيف معاناتهم، لكن القصف ما زال مستمرًا، ما دفع الأهالي إلى الضغط على الأتراك ومطالبتهم بالتدخل.
ولا تتوقف مخاوف الأهالي على القصف، إذ يخشى سكان ريف حماة الشمالي تحرك الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة، في إطار “المصالحات والتسويات” عقب الضغط العسكري.
وكان وفد من الشرطة الروسية وصل مؤخرًا إلى بلدة صوران، وقرى تل بزام وتل دوير وتل ماسين وتل عبادي، ومعسكر المداجن شمال مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، بمهمة استطلاعية، كما رصد ناشطون تحركات لقوات روسية في مناطق سيطرة النظام ضمن المحافظة.
المهندس حسام الحسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة اللطامنة، أكد لعنب بلدي مخاوف الأهالي في ظل التحركات الروسية والقصف، وأشار إلى أن تلك المخاوف دفعت وفدًا من المدينة لزيارة النقطة التركية، والاستفسار عن سبب عدم وجود نقطة مراقبة في اللطامنة، وبالأخص بعد أن تم استطلاع المدينة سابقًا، واختيار مكان لإنشاء نقطة عسكرية تركية.
“تحت الوصاية التركية”
لم يكن الرد التركي على المجلس المحلي لمدينة اللطامنة شافيًا، رغم أنه اقترن بوعود كثيرة بحماية المدينة.
وأشار الحسن إلى أن الأتراك قالوا حين زارهم الوفد في النقطة العسكرية إن أوامر من القيادة حالت دون إنشاء النقطة العسكرية في اللطامنة وتحويلها إلى مورك، مضيفًا “تلقينا عدة وعود بإنشاء ثلاث نقاط أخرى إحداها في اللطامنة، وأخذنا تطمينات بعدم تقدم قوات النظام على المدينة”.
وكان الرد أنه “كان من المفترض أن نتوجه لمدينة اللطامنة لإنشاء نقطة مراقبة ولكن في اللحظات الأخيرة تلقينا أوامر من القيادة بتحويل النقطة إلى مورك”.
الناشط محمود الحموي، وهو من أبناء مدينة اللطامنة، أكد لعنب بلدي أن القصف على مدينة اللطامنة لم يتوقف، مضيفًا “من خلال تواصلنا مع الأتراك في قاعدة مورك، وزيارتها عدة مرات قالوا لنا بأنهم تواصلوا مع القيادات لمناقشة الأمر”
وأوضح الحموي أن النقطة التركية تُزود يوميًا بفيديوهات عن قصف اللطامنة، وحصيلة القصف من شهداء وجرحى ودمار بالمنازل وحرق المحاصيل الزراعية، على أن ترفعها بدورها إلى القيادات الأعلى.
يشير رئيس المجلس المحلي لمدينة اللطامنة، حسام الحسن، إلى أن الأتراك أخبروهم رغبتهم بضم مناطق واقعة تحت سيطرة النظام ومنها مدينة طيبة الإمام وبلدتا صوران وحلفايا وقرى تل ملح وتريمسة وعدة قرى أخرى في الريف الشمالي، ما يجعلها “تحت الوصاية التركية”.
وأضاف الحسن “لم يعطنا الأتراك أي وعد بوقف القصف، وقالوا إنهم يشاهدون القصف أمام أعينهم، ويقومون برفع تقارير يومية للقيادة بهذا الخصوص، لكنهم نفوا امتلاك أي آلية لإيقاف القصف عن المدينة”.
لكن الحموي أكد أن الضغط الكبير على الأهالي عبر إحراق المحاصيل بكميات كبيرة، تحول إلى ضغط على النقطة التركية، مضيفًا، “تم إفهام الأتراك بأن الوضع في اللطامنة لا يطاق، ونتيجة ذلك تم رفع التقارير للقيادات العليا، ومنذ ذلك الوقت تراجعت حدة القصف بشكل كبير”، مضيفًا، “غالبًا ما يكون القصف في ساعات الليل، ويستهدف الأراضي الزراعية بصورة مركزة لمنع جني المزارعين لمحاصليهم”.
مصير اللطامنة وفق الوعد التركي
مع استمرار الضغط الشعبي على النقطة التركية، وتحديدًا بعد محاولة التقدم الفاشلة للنظام على محور الزلاقيات، والتي تسببت بوقوع عدد من الشهداء والجرحى، أكد الاتراك في نقطة المراقبة أن اللطامنة لن تقع بيد النظام، وفق ما قاله الحسن لعنب بلدي.
وأضاف “وعد الأتراك أنه في حال تقدم النظام على المدينة سيكون الجيش التركي جنبًا إلى جنب مع الفصائل في مواجهة النظام، وسيعتبرونه انتهاكًا للسيادة التركية”.
بدوره استبعد الحموي أن تخضع مدينة اللطامنة للنفوذ الروسي معللًا ذلك بالوعود التي قطعها الجانب التركي مرات عديدة على مسامع أهالي اللطامنة.
وأضاف الحموي، “قالو لنا إن حلم النظام باللطامنة كحلم إبليس بالجنة، وإنهم على يقين بأن النظام لا يمكنه اقتحام اللطامنة”، معتبرًا أن “الأتراك في قاعدة مورك يبذلون جهدهم في سبيل إيقاف القصف على اللطامنة وريف حماه الشمالي، وذلك بنقل الصورة كما هي للقيادة العليا من توثيقات قصف وحرائق”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :