First They Killed My Father""
أولًا قتلوا أبي.. فصل من فصول معاناة الحروب
يرسم فيلم “أولًا.. قتلوا أبي” واحدًا من فصول الحرب التي لم ترحم أحدًا عبر التاريخ، ويعد من أهم الأفلام التي ترسم المجازر التي ارتكبتها منظمة “الخمير الحمر” في كمبوديا، وتفاصيل الحرب الأهلية في المنطقة، من خلال قصة الفتاة لونغ ذات الأعوام الخمسة، والتي فقدت أمها وأباها في الحرب وتحكي قصة حياتها.
تبدأ قصة الفيلم بخبر انسحاب القوات الأمريكية من كمبوديا، وعقب الانسحاب مباشرة دخلت منظمة “الخمير الحمر” (كنغار) إلى المنطقة وطلبت من السكان إخلاء منازلهم بحجة أن قصفًا أمريكيًا سيطولها.
والد الطفلة كان يعمل نقيبًا في قوات الجنرال لون نول، الذي قاد انقلابًا على النظام الملكي وأعلن الجمهورية فيها مدعومًا من واشنطن، ما دفع الصين والكتلة الشيوعية إلى دعم القوى المتمردة داخل البلاد وعلى رأسها منظمة “كنغار”.
مصير الأهالي، ومن بينهم الطفلة وأسرتها، كان معسكرات للاعتقال، حيث زور الأب هويته وأنكر عمله مع الدولة، لتكتشف المنظمة ذلك فيما بعد.
يستعرض الفيلم حالة الخوف التي عاشها الأهالي والأطفال النازحون، والصراعات على السلطة، وتحول كمبوديا إلى دولة فاشلة تعيش حالة صراع دموي نتج عنه الكثير من المجازر.
يعرض الفيلم تلك التفاصيل بصورتها المأساوية بمشاهد تؤثر في قلب المشاهد وتحفر في أعماقه المعاناة التي عاشها أولئك الأطفال من ظلم في أثناء عملهم في “سخرة المنظمة”، التي تحاول حسب ما تقول لهم “تخليصهم من تأثير الغرب في حياتهم”.
تعتبر المشاهد طويلة نوعًا ما، ما يجعل الفيلم مملًا في بعض الأحيان لكثرة السرد في التفاصيل والتعمق فيها، لكن متتبعي تلك الأعمال قد يجدون فيها أن الوصف أخذ حقه في طول المدة التي تعرضه.
الفيلم من إنتاج وإخراج الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي، وتم تصويره في كمبوديا ليكون أول فيلم طويل بإنتاج ضخم يتم تصويره في البلاد.
ويعتبر العمل واحدًا من تجارب جولي الناضجة، على الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت إليها كضعف التصوير، وعدم تمكنها التام من الممثلين، ولكن ما يحسب لها هو اختيار الموضوع المهم غير المتطرق له في كتب التاريخ كثيرًا.
القصة مأخوذة من قصة للناشطة الكمبودية لونغ أونغ، وكتابها “أولًا.. قتلوا أبي” والذي نشرته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2000، وهي مؤلفة كمبودية نجت في طفولتها من نظام بول بوت القمعي في كمبوديا.
الفيلم من إنتاج شبكة “Netfilx” عام 2017، وحاصل على تقييم 7.2 على موقع “IMDB”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :