تقوية موقف أم تهديد
عروض عسكرية تستحوذ على مشهد الجنوب
عنب بلدي – خاص
لم تخلُ الأرتال العسكرية التابعة لفصائل “الجيش الحر” من شوارع وأرياف محافظة درعا في الأيام الماضية، وتحولت إلى “نهج” جديد فرضته المرحلة الحالية والتهديدات الأخيرة التي وجهتها قوات الأسد للبدء بمعركة مرتقبة للسيطرة على كامل مناطق سيطرة المعارضة.
وصورت الأرتال ضمن استعراضات عسكرية “ضخمة” للمرة الأولى في الجنوب، وضمت العشرات من الآليات العسكرية والمدرعات التابعة للفصائل، ورافقتها رسائل وجهها القادة الميدانيون بالتأكيد على التصدي لأي هجوم محتمل من جانب قوات الأسد وحلفائها.
كانت البداية لفصيل “قوات شباب السنة” في الريف الشرقي لدرعا، وما لبث أن انتهى من عرضه حتى تبعه فصيل “أحرار العشائر”، المدعوم من الجانب الأردني، وفصيل “فوج المدفعية والصواريخ” بعرض عسكري بارز أظهر فيه صواريخ “ضخمة” محلية الصنع عرضت للمرة الأولى في درعا، سميت صواريخ “أبو بكر”.
ومع ذلك يخيم على الجنوب في الوقت الحالي هدوء فرضته المفاوضات غير المعلنة بين الدول الضامنة لاتفاق “تخفيف التوتر” الأخير، وتكهنات عن الأسباب التي دفعت الفصائل العسكرية لإظهار عتادها وآلياتها، رغم حساسية الأمر، ضمن ما يسمى بـ “الأسرار العسكرية”.
“تقوية موقف”
لا يمكن فصل الركود الحالي، الذي يعيشه الجنوب، عن المساحة الأخيرة، التي تركها وزير الخارجية السوري وليد المعلم، للمقايضة، عندما ربط معركة الجنوب بالانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف، وهو الأمر الذي أكدت عليه روسيا في تصريحات متكررة لها، آخرها عقب لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وتدور المفاوضات المتعلقة بالجنوب، ودرعا خاصةً، حتى اليوم دون انقطاع، وتتركز بمضمونها بدراسة الواقع الأمريكي في التنف وإمكانية الانسحاب منها، شرط إلغاء معركة قوات الأسد والروس وسحب الميليشيات الإيرانية بشكل كامل من المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات لعنب بلدي، إنها تدور عند الجانب الأردني بشكل غير معلن، وتعتبر العروض العسكرية الأخيرة التي بدأتها الفصائل “تقوية موقف” لإظهار القوة التي تمتلكها الفصائل والتي يعول عليها بتغيير الخارطة العسكرية إن أمكن.
وأضافت أن النظام السوري خارج أي مفاوضات ولا علم له بها، وينتظر ما سيخرج منها سواء للبدء بعملية عسكرية أو الانتقال لحلول أخرى من شأنها تجنيب المنطقة مصير المناطق السورية الأخرى، وآخرها الغوطة الشرقية.
وبحسب ما قال قائد فصيل “فوج المدفعية والصواريخ”، أدهم الكراد (أبو قصي) فإن العروض العسكرية “أسلوب ونهج لدى الثورة السورية المسلحة فيها عدة رسائل، وهي أن البندقية وخيارها لا يزال مطروحًا على الطاولة، وتعتبر ردًا على ماكينة التصعيد الإعلامية للعدو”.
وأضاف لعنب بلدي أنه يمكن اعتبارها “وسيلة تثبيت للأشخاص الرماديين الذين تأثروا بتهديدات النظام، ولجؤوا للمصالحات خوفًا من اجتياح النظام، كما أنها موجهة لكل مرابط ومجاهد رفع السلاح دفاعًا عن عرضه وأرضه بأن حوران لم ولن تهادن”.
وقد يدخل الجنوب في احتمالات كثيرة، وبحسب القيادي تبدأ من التسويات السياسية إلى سيناريوهات الحرب المفتوحة، معتبرًا أن “الفصائل تعد العدة لها”.
“أبو بكر” وآليات استخدامه
ضمت عروض الفصائل العسكرية بمجملها آليات دفع رباعي والمتعارف على تسميتها “شاص”، وهي العتاد الأبرز الذي قدمته غرفة الدعم “موك” في الأيام الأولى للحراك المسلح في سوريا.
وكان اللافت في الأمر غياب العتاد العسكري الثقيل من مدرعات ودبابات حديثة، عدا بعض المدرعات التي أظهرها فصيل “قوات شباب السنة” بينها مدرعات “BMP”، إلى أن خرج فصيل “فوج المدفعية” باستعراض لصواريخ ضخمة وذات فاعلية كبيرة تحت مسمى صواريخ “أبو بكر”.
وقال القيادي “أبو قصي”، إن الصواريخ “نتاج التطوير الطبيعي للأسلحة محلية الصنع والتي نأمل من خلالها تغيير معادلة الرعب الذي يمارسه المعتدي على أهل الجنوب”.
ويتميز الصاروخ بدقة إصابة تتجاوز 90%، وهو ذو مدى قصير ورأس قتالي مدمر جدًا يتجاوز خمسة أطنان، ويتم إطلاقه من منصات متحركة وذلك يوفر المناورة العسكرية في المرابض.
وبحسب القيادي، الصاروخ ليس سرًا عسكريًا، فهو يتبع جيل “عمر” وما بعد عمر، لكنه “سلاح الشعب الثائر وهو ملك جميع الفصائل المقاتلة، ويخضع قرار استخدامه للتفاهمات بين الفصائل وغرف العمليات”.
وأكد الكراد أن فصيله يبعث برسائل التطمينات لدول الجوار والمناطق التي لم تدخل “أتون” المعركة أن هذا النوع من الصواريخ وجد لوقف اعتداء الميليشيات المساندة لقوات الأسد على مناطق المدنيين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :