سلم الفرنسي غول ريميه كأس العالم لمنتخب الأروغواي عام 1930، والذي كان يحمل اسم كأس النصر آنذاك، قبل أن تعاد تسميته فيما بعد.
كانت البداية في أيار عام 1928 عندما وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال اجتماع عقد للتاريخ على إقامة أول بطولة لدول العالم في كرة القدم، وبعد عامين أقيمت البطولة الأولى.
وتحول اسم البطولة بعد الحرب العالمية الثانية إلى “كأس غول ريميه”، تكريمًا للفرنسي المحامي الذي تولى رئاسة “فيفا” لـ 33 عامًا.
صمم النحات الفرنسي أبيل لافلور أول كأس لبطولة العالم لكرة القدم، وكان يصور آلهة النصر عند اليونان ويحمل على رأسه قدرًا ذهبيًا.
يصل طول كأس “غول ريميه”، أو كأس النصر، إلى 35 سنتمترًا بوزن 3.8 كيلو غرام، مصنوعًا من الفضة المطلية بالذهب على قاعدة من اللازورد.
ونقش على اللوحات الذهبية الملصقة على جوانبه الأربعة أسماء الدول الفائزة بالكأس، وهي أوروغواي في عامي 1930و1950، وإيطاليا في عامي 1934 و1938، وألمانيا عام 1954، وإنكلترا 1966، والبرازيل في الأعوام 1958، 1962، 1970.
واحتفظت البرازيل بكأس غول ريميه للأبد بعد فوزها بكأس العالم للمرة الثالثة في البطولة، التي أقيمت بالمكسيك عام 1970، وفقًا لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك.
وبعد حصول البرازيل على الكأس مدى الحياة تعين على الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يجد كأسًا بديلًا.
ودعا “فيفا” إلى تقديم تصميمات للكأس، وتلقى 53 تصميمًا من نحاتين ينتمون إلى سبعة بلدان.
ووافق “فيفا” على تصميم النحات الإيطالي سيلفيو غازانيغا، الذي تقدم بتصميمين، فكان أحدهما هو الشكل الجديد لكأس العالم.
صنع كأس العالم الجديد من الذهب عيار 18، فيما يصل وزنه إلى 6.142 كيلو غرامًا بارتفاع 36.8 سنتيمتر، ويصور الكأس، البالغ قطر قاعدته 13 سنتيمترًا، لاعبين يرفعان الكرة الأرضية.
وقال النحات الإيطالي عن الكأس، “اللاعبان اللذان يرفعان يديهما يرمزان للفريق في لحظة الفرح بعد الفوز باللقب، أما الكرة الموجودة على القمة تعكس صور قارات العالم المختلفة”.
وتدون على قاعدة الكأس الذهبي أسماء البلاد الفائزة باللقب باللغة المحلية للدولة على شكل دائري صغير لتكون هناك مساحة في المستقبل.
وتشير تقارير صحفية إلى أنه لم تعد هناك مساحة كافية إلا لكتابة أسماء أربع دول على الأكثر، ما يعني تغيير الكأس بحلول الذكرى المئوية لانطلاق أول مونديال عام 2030، فيما ذكرت تقارير أخرى أنه قد تسجل عليه خمسة أسماء دول ما يعني تبديله عام 2034.
ويعتقد خبراء أن كأس العالم الحالي مجوف من الداخل، ولولا ذلك لوصل وزنه إلى أكثر من 70 كيلو غرامًا، ما يصعب حمله والاحتفال به.
وتنص اللوائح الحالية للاتحاد الدولي لكرة القدم على أن يتسلم الفريق الفائز باللقب نسخة للكأس الأصلي مصنوعًا من البرونز المطلي بالذهب، على عكس ما كان عليه الحال قبل مونديال 2006، إذ كان الكأس يسلم للدولة الفائزة بالبطولة، والتي تحتفظ به حتى إقامة النسخة التالية من البطولة.
وتوجد النسخة الأصلية في متحف الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ السويسرية منذ عام 2016.
في هذه البطولة لم يعد للذهب قيمة تساوي قيمة الحناجر التي تهتف باسم البطل، والدموع التي تذرف من أبناء المنتخب الذي يخسر في النهائيات أو يخرج من البدايات، إذ تساوي بطولة كأس العالم ثمنًا أعلى بكثير مما يساويه ثمن الذهب الذي صنع منه الكأس.