رد الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، على التحركات الروسية الأخيرة في سوريا ومحاولتها إخراج الحزب وإيران من سوريا.
وقال نصر الله في خطاب ألقاه بمناسبة يوم “القدس العالمي” أمس، الجمعة 8 حزيران، إنه” لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج من سوريا لا يستطيع أن يخرجنا”.
واعتبر الأمين العام أن الحزب دخل إلى سوريا لسببين، الأول إيمانه بأن ما يجري هناك “مؤامرة كونية تستهدف محور المقاومة”، والثاني بطلب وموافقة القيادة السورية.
وأشار إلى أنه ليس للحزب أي مشروع خاص في سوريا، ويخرج منها بحالة واحدة فقط وهي بطلب من قيادة وحكومة النظام السوري.
ويشارك “حزب الله” في القتال إلى جانب النظام السوري منذ عام 2012، وخاضت قواته معارك في مختلف المناطق، وقتل المئات من عناصره.
تصريح نصر الله يعتبر رسالة إلى روسيا التي تحاول عقد اتفاق مع إسرائيل لإخراج القوات الإيرانية وميليشياتها و”حزب الله” من المنطقة الجنوبية، تمهيدًا لإخراجها من سوريا كاملًا.
وتصاعدت التصريحات خلال الأسابيع الأخيرة من قبل إسرائيل وأمريكا حول ضرورة خروج إيران وقواتها من سوريا، وسط تهديد بشن ضربة عسكرية من قبل تل أبيب ضد القواعد العسكرية الإيرانية والقضاء على نظام الأسد في حال لم يخرجه الإيرانيين.
ويأتي التصريح بعد تحرك روسي على الحدود اللبنانية وخاصة في منطقة القصير، إذ انتشر عناصر من الشرطة الروسية في المنطقة دون تنسيق مسبق مع “حزب الله”، ما أثار خلافًا بين الجانبين.
وانتشر الروس في ثلاثة مواقع قبل أن تحل المسألة بانتشار “الفرقة 11” من قوات الأسد على الحدود، وسط أنباء عن انسحاب عناصر الحزب من المنطقة.
وتشكل مدينة القصير والمعركة التي دارت فيها ربيع عام 2013، رمزية كبيرة لـ”حزب الله”، والذي استعرض قواته فيها، في تشرين الثاني 2016.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال في لقاء مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد في سوتشي، الشهر الماضي “إننا ننطلق من أن الانتصارات الملموسة ونجاح الجيش السوري في محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية من أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وعقب ذلك أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي لسوريا، ألكسندر لافريننييف، أن “هذا التصريح يخص كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سوريا، بمن فيهم الأمريكيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون”.
في حين ردت إيران على التصريحات الروسية عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إنه “ليس بإمكان أحد أن يرغم إيران على القيام بعمل ما، فإيران دولة مستقلة تتابع سياساتها على أساس مصالحها”.