جريدة عنب بلدي – العدد 23 – الأحد – 8-7-2012
لم تكن هذه المجزرة الأولى بحق داريا لكنها كانت الأفظع…. كانت فاجعة لمن لم يعرف هؤلاء الأناس الطيبين المحبين لبلدتهم وأهلها فكيف حال من عرفهم؟؟؟!!!
منذ ساعات كانوا بيننا… يتحدثون… يضحكون ويبكون … يتألمون ويفرحون … لأنهم بشرٌ تغلبهم أحاسيسهم ومشاعرهم… حزنوا على ما أصاب إخوانهم وألموا لألمهم… فإذا بيد الغدر والظلم تمتد إليهم لتختطفهم من بيننا وتذهب بهم إلى جنات الخلد بإذن الله حيث السعادة الأبدية والراحة السرمدية.
هكذا كان حال عائلة شهاب…. تلك العائلة الطيبة التي قُدّر لها أن تكون مجتمعةً في مماتها بعد أن كانت يدًا واحدةً ورمزًا للتعاون والتكاتف في حياتها.
في لحظات من ظهيرة الجمعة 6-7- 2012 كان أبناء هذه الأسرة مجتمعين في أحد حقولهم الذي امتزج ترابه بعرقهم ونبتت غراسه على أصوات ضحكاتهم… في ذلك الحقل الذي وقفوا على أرضه طويلًا يتأملون الشمس في إشراقتها وغيابها… ذلك الحقل الذي ركضوا على تربه وقطرات المطر تنهمر على رؤوسهم وهم فرحون بغيث السماء …. في تلك اللحظات انهمرت على رؤوسهم قذائف الحقد والكره ليقضوا على أرض ذلك الحقل الطيبة في ساعات الجمعة المباركة. سبعة من خيرة أبناء المدينة الطيبة قضوا بقذائف الهاون التي أطلقتها يد الغدر والحقد لتقتل البشر وتدمر الحجر.
عمار … معتز…. ندى …. فادي … موفق …. ميساء …. محمد…. رووا يومها بدمائهم أرض داريا لينمو الوطن من جديد. بطيب دمائهم تعطرت أرض داريا وحتمًا سيكون ثمرها طيبًا…
هذه هي بلدتنا الطيبة التي تربى أبناؤها على حب بعضهم البعض والوقوف إلى جانب بعضهم في السراء والضراء….. هذي هي حياتنا…. يأتينا الموت فتتجدد الحياة ويولد الوطن من جديد…
هنيئاً لشهدائنا…. و الصبر و السلوان لأهليهم