تصاوير الإمام علي لـ شاكر لعيبي

يعتبر كتاب “تصاوير الإمام علي: مراجعها ودلالاتها التشكيلية” حدثًا ثقافيًا لأنه يكرس لموضوعه دون أي نزوع ديني أوعقائدي.

ويذكر المؤلف، وهو الكاتب والشاعر شاكر لعيبي، أن الإيمان العقائدي بشأن هذه الصور هو شأن شخصي، وأن ما يهتم به الكتاب هو الطبيعة التشكيلية والتاريخية والمغزى الجمالي لمجموعة من الصور التي قدمت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب في أرجاء الوطن العربي.

وجمع المؤلف ما يزيد على 50 صورة مختلفة لعلي، رسمت عبر عشرات القرون وفي بلدان مختلفة من العالم ومنها ما عرف ومنها ما هو نادر ومجهول، بداية من الفن التونسي على الزجاج والفن الفطري السوري ومثيله المصري، والجانب الشرقي من العالم الغربي، ولدى شيعة العراق ولبنان ومناطق كبيرة من الخليج، إضافة إلى إيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والهند وغيرها من البلدان الإسلامية.

وتعد جمالية إخراج الكتاب وتزيينه بالصور الملونة سببًا آخر بجعل الكتاب حدثًا ثقافيًا.

يسعى المؤلف في إطار مشروع فكري عريض إلى إعادة الاعتبار لما كان مهملًا أو غير ذي شأن عند البعض، ويقدم الكتاب بروح الباحث الذي تحركه مغامرات الشعر المعرفية وهواجسه.

فيما يعتبر “تصاوير الإمام علي بن أبي طالب” دراسة هي الأولى من نوعها حول تصاوير الإمام مستندة إلى بعض المراجع والمخطوطات المجهولة حتى الآن.

صدر الكتاب عن شركة “رياض الريس للكتب والنشر” في العاصمة اللبنانية بيروت.

وبنى اللعيبي دراسته مستشهدًا بتلك الصور وشارحًا خصائصها ومعلقًا عليها، في ثمانية موضوعات، تبدأ من تعريف القارئ بالفنون التصويرية وميزاتها.

ويجيب الكاتب عن السؤال الذي يخطر على بال كل من يرى صور الصحابي علي بن أبي طالب: هل يمثل “بورتريه” (الصورة الشخصية) لعلي الشائع ملامح وجهه وتقاسيمه الحقيقية؟

ثم يعقد مقارنات بين تصوير الإمام والفن المسيحي وينتقل إلى التقاليد المشرقية والمغربية في تمثيل الصحابي علي بن أبي طالب مرورًا بصورة الأولياء.

ويتناول شاكر لعيبي الرسامين الشعبيين لصور الإمام وخصائص تلك الصور بوصفها أيقونات منزلية.

الكتاب مؤلف من 270 صفحة نشر عام 2011 في بيروت له نسخة واحدة باللغة العربية فقط.