أعلنت روسيا بشكل رسمي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول تواجد القوات الإيرانية جنوبي سوريا.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أكد التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من الجنوب، وتوقع تطبيقه خلال أيام قريبة.
وقال نيبينزيا في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة، مساء الجمعة 1 حزيران، إنه “بحسب علمي تم التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف “لا يمكنني أن أقول ما إذا تم تطبيقه للتو أم لا، لكن حسب ما فهمته، فإن الأطراف التي عملت به راضية عنه”، مشيرًا إلى أنه في حال لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى اليوم فسيحدث ذلك قريبًا.
تصريحات نيبينزيا تعتبر تأكيدًا رسميًا من قبل روسيا حول الأنباء التي أشيعت خلال الساعات الماضية عن توصلها مع تل أبيب إلى اتفاق بخصوص القوات الإيرانية.
الاتفاق جاء خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، إلى موسكو، أمس، وإجرائه محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو.
واستمرت المحادثات لساعة ونصف في وزارة الدفاع الروسية، بحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، وتركزت على إخراج إيران وقواتها من سوريا.
ولم يتوضح آلية تنفيذ الاتفاق حتى الآن، إلا أن صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن مصدر روسي بأن التفاهم الروسي- الإسرائيلي ينص على انسحاب إيران 20 كيلومترًا عن المنطقة الحدودية.
وقال المصدر إن المشكلة بين الطرفين تكمن في الوجود الإيراني في العمق السوري وليس في مسافة 20 كيلومترًا.
وأضاف أن تل أبيب وضعت مطلبًا أمام روسيا هو انسحاب إيران إلى مسافة 60 إلى 70 كيلومترًا بشكل تدريجي، في منطقة تمتد من مجدل شمس إلى ما بعد دمشق بقليل، ومن جهة الجنوب من الحدود المشتركة مع الأردن إلى السويداء تقريبًا.
كما منحت روسيا الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية محدودة في سوريا بحال تعرض أمنها للخطر، بشرط ألا يؤثر ذلك على قدرات النظام السوري أو استهداف مواقع النظام.
من جهتها قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن الطرفين اتفقا على تحجيم دور إيران وإخراج قواتها من سوريا، لكن روسيا ترى أن مسألة الخروج تحتاج إلى وقت وترتيبات، وتقترح طردًا جزئيًا من الجنوب فقط.
في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خروج إيران وميليشياتها من سوريا بشكل فوري.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة الجنوب، وتزايد تهديدات النظام السوري بشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في المنطقة.
ولا تعارض تل أبيب إعادة بسط الأسد سيطرته على المنطقة الجنوبية، مقابل انسحاب إيران من المنطقة.
ولم يصدر أي رد رسمي من قبل إيران حول التفاهمات الإسرائيلية- الروسية، حتى الآن، في حين أشارت مصادر لعنب بلدي أن قواتها بدأت بالانسحاب من جنوبي سوريا، خلال اليومين الماضيين، تزامنًا مع وصول “قوات الغيث” من الفرقة الرابعة في القنيطرة لشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في المنطقة.