عنب بلدي – العدد 145 – الأحد 30/11/2014
سقط 200 مدنيًا بين قتيل وجريح إثر قصف جوي لطيران الأسد على مدينة الرقة يوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني، في أكبر مجازر المدينة منذ بداية الثورة، ورغم أن طيران التحالف الدولي يغير يوميًا على مناطق في محافظتي الرقة ودير الزور، إلا أن غارات الأسد تتواصل مستهدفة المدنيين في المحافظتين، ما يدفع معارضي الأسد إلى اتهام التحالف بالتنسيق المباشر مع النظام.
ونفذ طيران الأسد 8 غارات جوية الثلاثاء على مدينة الرقة، أسفرت عن قرابة 120 شهيدًا بينهم 13 طفلًا، فيما زاد عدد الجرحى عن 80 شخصًا، كما أدت الغارات إلى دمار هائل بالممتلكات وانهيار مئذنة مسجد العمري (الحني) وسط المدينة.
ويقول الناشط تيم رمضان عضو حملة الرقة تذبح بصمت أن الغارات استهدفت كلًا من المستودع الأصفر شمال الرقة، المنطقة الصناعية، حارة الصواجين، جامع الحني، المشلب، ساحة المتحف، والبريد بالقرب من كراج البولمان.
ومن جهته قال الناشط أبو ابراهيم الرقاوي لعنب بلدي إن “الضحايا كلهم مدنيون، دون معرفة ما إذا كان هناك ضحايا في صفوف تنظيم الدولة”، مؤكدًا أنها “المجزرة الأكبر التي تشهدها المدينة على يد قوات الأسد”.
وتجددت الغارات يوم الخميس ما أسفر عن استشهاد 4 مدنيين بحسب أبو إبراهيم الرقاوي، مؤكدًا هدم منزل القاضي محمد عبد العزيز بشكل كامل واستشهاد أغلب عائلته في غارة استهدفت منطقة الهندسة المدنية.
إلى دير الزور، حيث أسفرت غارات الأسد أمس السبت عن مجزرة راح ضحيتها أكثر من 10 شهداء في قرية حطلة بريف ديرالزور الشمالي الشرقي.
وقال الناشط الميداني حسين العلي في حديث مع عنب بلدي إن “جميع الشهداء هم من المدنيون العزل وقد سقطوا نتيجة استهداف الصواريخ منازلهم”.
ويبين العلي أن من بين الشهداء 5 نساء من بيت آل جلود وطفلتين و3 شباب من أبناء قرية حطلة، إضافة إلى تدمير منزلين بشكل كامل.
وكانت دير الزور تعرضت أمس لأكثر من 9 غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة، وسط تصعيد عسكري من قبل قوات الأسد لليوم الرابع على التوالي.
بدوره شن طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ليل أمس أكثر من 20 غارة خلال نصف ساعة، على منطقة الفروسية ومحيط الفرقة 17 شمالي مدينة الرقة، وقد سمعت أصوات الإسعاف في معظم شوارع المدينة، دون معلومات عن عدد الجرحى أو القتلى.
ويتهم ناشطون سوريون قوات التحالف بالتنسيق مع نظام الأسد، والسماح لطائراته بالتحليق فوق المناطق التي ترصدها آليات التحالف المتقدمة.
لكن واشنطن قالت يوم الأربعاء، إنها “مذهولة” من قصف الرقة، التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في بيان صادر عن مكتب المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي.
وجاء في البيان “نحن مذهولون من تقارير تفيد بأن نظام الأسد قصف الرقة في سوريا جويًا… ما أدى لمقتل مدنيين وتدمير منطقة سكنية”.
وشدد البيان على أن الولايات المتحدة “تشجب بشكل مستمر، عنف النظام الموجه ضد المدنيين وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان وخروقات القانون الدولي، بما في ذلك القتل واحتجاز الرهائن والاختفاء الاجباري والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي، والاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة”.
بدوره رأى وزير خارجة الأسد وليد المعلم، أن غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم، لم تضعف من قواته، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وقال المعلم “هل داعش اليوم وبعد أكثر من شهرين على غارات التحالف أضعف؟ كل المؤشرات تقول إنه ليس أضعف”.
وأضاف “إذا لم تقم الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن بجهد حقيقي لإجبار تركيا على ضبط حدودها، فإن كل هذه الحركة وحتى غارات التحالف لن تقضي على داعش”.
يشار إلى أن الرقة ودير الزور تتعرضان، بالإضافة إلى أغلب المحافظات السورية، إلى غارات من نظام الأسد منذ أكثر عامين، في حين بدأت غارات التحالف الدولي في 23 أيلول الماضي، بهدف ضرب مواقع تنظيم “الدولة” متجاهلةً مجازر الأسد بحق المدنيين.